تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: ميريت للنشر والمعلومات
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:"تسوجومي" هي الشخصية التي تدور حولها هذه الرواية المترجمة حديثاً. شخصية مريضة جسدياً ومتعبة من الناحية المعنوية والعلاقات العائلية، ومن المتوقع موتها بين ليلة وضحاها إذ أن حرارتها دائمة الارتفاع تغرقها في هذيانات لا متناهية في السرير، وخارجه، محولة إياها الى طائشة في الحياة العادية. هذا الضعف تفهمه تسوجومي لتحوله ...الى مشاكسات وألعاب وعلاقات غريبة، وكذلك الى شتائم وعدم الاهتمام بآراء أو عواطف الآخرين لدرجة أن تبدأ الرواية بالجملة التالية على لسان الراوية "ماريا":
"أجل... كانت "تسوجومي" فتاة بغيضة ولا ريب!".
طوال أكثر من ثلاثمئة صفحة تتحدث "ماريا" عن ابنة خالتها "تسوجومي" التي ترفض أن تبدو ضعيفة ومثيرة للشفقة بسبب مرضها وضعفها الغريبين والمقيمين، بل لا تريد أن تصدق هذا الضعف، ضاربة بعرض الحائط نصائح الأهل والأطباء واهتمامهم وخوفهم عليها، لتذهب، مثلاً، في ليلة ماطرة جداً، برسالة الى ماريا لتقول لها بأن هذه الرسالة من جد ماريا المتوفى لها، وقد وجدته في "صندوق بريد الأشباح"، وبسبب هذه الكذبة تتمدد، تحت ضربات الحمى ثلاثة أيام متتالية، لتنهض بعدها وتقوم بأفعال أخرى كي تبدو خارقة وقوية وناضجة فيؤدي طيشها الى سقوط علاقاتها في بئر الضغينة وزرع الرعب في قلوب البشر والحيوانات.
طوال الرواية استطاعت يوشيموتو أن تشد القارئ وأن تقوده ليصل الى دواخل شخصية هشة، تشبهه، مثل "تسوجومي"، وبدل أن يكرهها أو يحقد عليها يجد نفسه متعاطفاً مع هذه التي اخترعت كل تلك الأذية كي ترقد في المشفى لتكتب رسالة وداع الى ماريا، على أنها رسالة ما قبل الموت، الذي كان يحوم حولها طوال حياتها، ولكنها لا تموت.
على الرغم من تلك الجملة العدائية، من الراوية، في أول جملة من الرواية، إلا أن القارئ سيقف الى جانب الهشاشة والضعف وذلك، في جزء كبير منه، عائد الى قوة السرد في قص حكاياتها وغرائبية أفعالها وآلامها، في أن تثبت للجميع، بأنها ما زالت على قيد الحياة، وهذا السرد جعل تسوجومي تبدو فتاة بحاجة للحياة، ولو في ذاكرة الآخرين من خلال تلك الغرائبية، أكثر من الموت بدون أية ذكرى، وبحاجة للندية أكثر من الشفقة وللحب أكثر من الضغينة. لا تلتفت يوشيموتو الى الوصف، أو تأطير الأحداث في مكان موصوف، كما هي العادة، ولا تعير اهتماما الى الإسمنت المرافق عادة للشخصيات، إلا مع البحر ورائحة اليود التي تفوح طوال الرواية، بل تعتمد على السرد والحوار في إضاءة دواخل الشخصيات وضعفها وأرقها ولا مبالاتها وغرائبيتها...، في كيل الحياة بمكيال الحب والضغينة والضعف والقوة. إقرأ المزيد