تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار الصحوة
نبذة المؤلف:طغت على " أبو العز سليم" موجة من الكبرياء الغاضب العاصف وهتف: (الارض ومن عليها لى)، أستعاذ الشيخ عبد القادر بالله من الشيطان وحوقل واستغفر، ثم قال فى خشوع: (الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، وقد ورثتها بأمر الله، والخلق عبيده، وليسوا عبيدك يا عزب)، (أنا أبو العز بك.. ...ولقد خلق الله الناس درجات، وشاءت إرادته أن يكونوا فى خدمتى, وبهذا يمكنهم أن يعيشوا ويتزوجوا وينجبوا)، (إنهم بشر وليسوا حيوانات)، شعر أبو العز سليم بما يشبه الاختناق، أنه لا يطيق نقد أو معارضة أحد مهما كان شأنه، ولو كان شأنه، ولو كان الذى أمامه الآن رجل آخر غير الشيخ الشاذلى، لصلبه وربطه بالجمال وجلده بالسياط، لكن الصالحين من رجال الله لهم شأن آخر، ويجب أن يعاملوا بكثر من اللطف والحرص، أو على الاقل بالدهاء والكياسة، حتى ولو أدى الأمر إلى بذل وعود كاذبة لا تتحقق، ألتفت أبو العز إلى الشيخ وقال: (ماذا تريد يا شيخنا الجليل؟)، (أن تكف عن الستيلاء على الارض)، (لك ذلك، لن أخذ أرضآ إلا برغية مالكها)، (وان تخفض إيجار الارض بمقدار الثلث، حتى يستطيع المستأجرون أن يحصلوا على قوتهم ولباسهم)، (أوافق..)، (ثم لا تنسى حق الله فى مالك وزراعتك)، (أما هذه فلى.. أن شئت فعلت.. وأن لم أشأ فلن أفعل، وهذا شئ يحاسبنى الله عليه ولا أنت..)، قال الشيخ وهو يهم بالوقوف: (أبو بكر الصديق.. خليفة رسول الله.. حارب مانعى الزكاة..)، نظر أبو العز إلى فنجان القهوه المملوء وقال: (لم تشرب قهوتك)، (لم أتعود عليها)، (آه.... ربما تكون قد حسبتها من مال حرام...)، (لم أعد من عندك خاوى الوفاض... أشكرك). إقرأ المزيد