تاريخ النشر: 01/10/2012
الناشر: كيان للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:إذهب إلى ميدان التحرير, وحدك, عندما يكون لا يكون هناك سواك . إذهب عندما يختلط اول الفجر بآخر الليل, وقف . ثبت قدميك فى الأرض, وانظر إلى جمرة الشمس الحمراء تحرق سواد الليل, أنت وحدك, كأنك نقطة الأمل الوحيدة التى تصل الأرض بالفضاءات الشاسعة. لا تتحرك , لا تلتفت حولك ..., قف كأنك تبتهل خاشعا فى محراب الكون لتقع المعجزة. حينئذ, اذا كنت وحدك, وكان قلبك كله يصلى, كل ذكرى وكل شعور فيه يصلى, فسوف ترى المعجزة: نظرات العيون, التى اصابها القناص من على سطح احد المبانى, سوف تنزلق من بين العتمة والنور وتهبط لتقف على كتفيك. النظرات وحدها, لأن رصاص القناص فتت عظام حدقتها فلم تبق سوى النظرات. القناص الذى جرب كل مهاراته ودقته فى اعين البشر, كان كل مرة يحطم محاجر العيون الناظرة, لكنة لم يستطع ان يطفىء النظرات التى كانت هناك. تحطمت الحدقات, ولم يبق لحم ولا جفون, لكن بقيت نظرات كما تظل النغمة عالقة فى الجو بعد أن تتحطم القيثارة. قف وحدك, وابتهل بخشوع, وستنزلق النظرات نحوك, نظرات غاضبة تتطلع إلى غدها بكبرياء, ونظرات حالمة تتطلع بأمل, نظرات مشبعة بالحنين للحرية والكرامة, نظرات كثيرة ستهبط إليك, عندما لا يكون هناك سواك, عندما تكون انت نقطة الأمل الوحيدة التى تصل الأرض بالفضاء. تهبط إليك النظرات وحدها من دون عيونها, وتسكن عينيك, لأنها لا تستطيع أن تحيا طويلا بدون طعام. أعطها عينيك, دعها تشرب من عينيك ماء الحياة, لكى ترفرف, وتعلو ثانية تسكن الأجواء. فقط إذهب إلى الميدان, وحدك, وانظر جمرة الشمس تحرق الليل, وابتهل لتقع المعجزة, حينئذ قد تصبح عيناك كل العيون, ونظرتك كل النظرات, فتسمع نشيداً واحدا ملء الأرض والسماء: ايها الواقفون على حافة المذبحة... أشهروا الاسلحة. إقرأ المزيد