اللغة العربية في عصر الحروب الصليبية
(0)    
المرتبة: 104,571
تاريخ النشر: 18/04/2013
الناشر: دار العالم العربي
نبذة الناشر:إن باحثينا إلى الآن لم يحفلوا بالصلات الإجتماعية في عصر الحروب الصليبية، وأهملوا تماماً النظر في جوانب الحياة اللغوية، وهذا في حد ذاته يكفي أن يكون حافزاً للبحث وهدفاً له، بالإضافة إلى أن دراسة تأثير اللغات بعضها في بعض في ذلك الحين يجب أن تتم لذاتها، ومن حيث هي سجل ...لأحداث تاريخية وإجتماعية ولغوية، ومن حيث كونها مؤشراً إلى مرحلة حضارية معينة في نضالنا؛ نحرص عليها، ونعتز بها. ويجب ألا يغيب عن بالنا أن هذه الفترة من أهم وأخصب فترات الدراسة اللغوية على الإطلاق بالنسبة للغوي، وبالنسبة للغة العربية من ناحية أخرى؛ فقد مرت فيها العربية بمراحل صراع مهمة في حياتها؛ حيث تحتم عليها أن تخوض معركتين لغويتين في آن واحد، إحداهما من خارج معسكرها، والأخرى من داخله، بالإضافة إلى أنها جابهت حشداً من اللهجات التي تنتمي إليها في ذلك الحين وكان الصراع بينها عنيفاً.
والبحث وإن كان قد حدد كتب التاريخ في هذا العصر مصدراً لمادته، فإنه على الرغم من كثرة كتب التاريخ، وتعددها في التراث، وسعتها، إلا أنه ليس فيها وحدها الغناء، ولابد من العودة لما كتبه المحدثون في هذا المجال، المترجم منه والمؤلف؛ استكمالاً لبعض النواحي اللغوية، واستجلاء لبعض الجوانب الإجتماعية، فدقة المنهجية تحتم النظر فيما له صلة وثيقة بجوانب الحياة اللغوية من علاقات اجتماعية وصلات إقتصادية أو سياسية.. إلخ، وقد سار البحث في منهج دراسته باعتبارين مختلفين: (1- الإعتبار الوصفي الثابت كما تمثله كتب التاريخ زمن الحروب الصليبية، 2- الإعتبار التاريخي المتحرك المتطور الذي أصاب الظواهر اللغوية المختلفة من عصر إلى عصر على ضوء ما تمثله كتب التاريخ أيضاً).
ولما كان الدرس اللغوي الحديث يصنف مجالاته في أبواب أو جوانب يخص كلاً منها بدراسة مستقلة، للأصوات، أو الصيغ، أو للقواعد، أو للمفردات، أو للدلالة، فقد أقيمت الرسالة على أربعة أبواب اشتمل كل باب منها على فصول وتفرعت عنه مباحث جاءت على النحو الآتي: (الباب الأول: وخصص للدراسات التمهيدية واندرجت تحته مباحث شملتها فصول ثلاث: الفصل الأول: منه للتعريف بالحروب الصليبية ومن مباحثه: دوافعها.. بدايتها.. مسارها.. خواتيمها.. نهايتها، الفصل الثاني: تحدث عن الحياة الإجتماعية في المجتمعين الصليبي والإسلامي، وأثر ما بين طبقات المجتمعين من صلات وعلاقات في الصراع اللغوي، الفصل الثالث: عرض لموضوع الإحتكاك اللغوي بين اللغة العربية ولغات ولهجات المعسكرين المتصارعين معها، والباب الثاني: وهو باب الدراسات الصوتية. واندرجت تحته مباحث شملتها فصول ثلاث: الفصل الأول: بحث نشاط حركة التبادل اللغوي وما تبع ذلك من تغيرات صوتية، الفصل الثاني: بحث التغيرات الصوتية التي أصابت الدخيل (مفردات وصيغ) من لغات المعسكر الإسلامي. وكان من تمام مباحث هذا الفصل معالجة التغيرات الصوتية التي مبعثها اللهجات المحلية من داخل المعسكر الإسلامي، الفصل الثالث: عالج التغيرات الصوتية التي أصابت الدخيل من لغات المعسكر الصليبي، ثم جاء بعد ذلك: الباب الثالث: وهو باب الدراسات الدلالية، واشتمل على مباحث جاءت في فصول ثلاثة: الفصل الأول: جاء بمثابة التمهيد لهذا الباب وبحث تبادل الأفكار والمعاني من العربية وإليها وتطور دلالات الدخيل في عصر الحروب الصليبية، الفصل الثاني: جاء دراسات في تطور دلالة الدخيل من لغات معسكر الفرنجة، الفصل الثالث: كان دراسات في تطور دلالة الدخيل من لغات معسكر المسلمين. ثم جاء بعد ذلك الباب الأخير وهو: الباب الرابع: باب الدراسات النحوية وأقيمت الدراسة فيه على فصلين: الفصل الأول: خصص للدراسات الصرفية، الفصل الثاني: للدراسات التركيبية، والخواص المميزة لتراكيب عربية الحروب الصليبية صرفياً ونظمياً. وتعرض هذا الفصل لمخالفات النحوية في المجالات المختلفة). إقرأ المزيد