تاريخ النشر: 06/07/2011
الناشر: بيت الياسمين للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:في هذه الرواية صبوات للروح لشخصيات ريفية تتوزع ما بين الغني والفقير، التجار والمزارعون البسطاء، في مجتمع تحركه ثورة يوليو 1952؛ فتدفع بالطموحات للأجيال الجديدة وتجسد الحيرة في الجيل الأقدم، ويتغير شكل المجتمع والناس في الوقت الذي يتحرك فيه المجتمع وراء أهدافه الجديدة.. مسار ومصير الوطن هو أرض الرواية ...وعالمها، واللغة التي يقترها الكاتب تقتيراً تعطي الجو حالة من الغرائبية الفاتنة.
ممدوح عبد الستار- كاتب قصة ورواية صدرت له من قبل: مجموعة السمان يستريح في النهر- رواية مقامات التفرد والأحوال- رواية منامة الشيخ (ميراث الفتنة)، وفاز بأكثر من جائزة مصرية وعربية منها جائزة سعاد الصباح في القصة الصغيرة والرواية وجائزة مجلة دبي في القصة القصيرة وجائزة كتاب اليوم الأدبية، ولقد شق لنفسه طريقاً متميزاً في الرواية المصرية والعربية.نبذة المؤلف:بعد صرخة "ضاوية" الأخيرة؛ أرتفعت نغمة حزينة من مزمار بلدي. لا أحد في هذه الناحية يملك مزماراً. استجاب الخلق للنغمة منصتين، وبكوا. الناس جميعاً في هذه اللحظة يعرفون- بإحساسهم الداخلي- أن هذه النغمة الحزينة نغمته هو دون غيره.
وبعد أن تطاير رذاذ العيون، ارتفعت نغمة مفرحة وراقصة، علي الفور؛ استجاب الخلق مرة أخري للنغمة، وراحوا يرقصون بشدة حتي أعياهم الرقص، ونسوا علي الفور البكاء، وما كان يتر من أعينهم منذ لحظات، وتبادل الجميع النكات والضحك، هم لا يعرفون سبباً للضحك أو البكاء، ولم يسألوا أنفسهم قط. فقط؛ استجابوا بأحاسيسهم الفطرية للنغمتين، هل كان المولود تواً هو الضحك والبكاء معاً؟ ربما، لكن الأكيد أنه البكاء والضحك لأبيه "عبد الواحد" ولأمه "ضاوية".
بعد أن استراح الناس من الضحك والبكاء، ونفضوا أنفسهم منه؛ كانت الصرخة القوية، انتفض علي إثرها الكل، وتخبطت الأجساد بالأجساد، واحتمت بها. كانت صرخة، كأنها لوحش خرافي. ما من احد لم يسمع النغمتين والصرخة القوية (من أين تأتي الأصوات الممسوسة هذه؟ من جُبّ العدم، أم من مغارة الخوف؟) أعياهم السؤال، وانكمشوا، وأصبحوا كومة واحدة من لحم مرتعش.
قال عجوز قد أكله الزمن قطعة.. قطعة، ولم يتبق له غيّر قليل من السمع وقليل من الكلام - زمان؛ وأنا صغير، سمعت النغمتين والصرخة من بيت الدلجموني. كان العجوز يتمتم بهذه الكلمات القليلة، وهو يتوكأ علي سنين عمره التي شارفت علي المائة وخمسين عاماً، وكانت الرؤوس تلتصق بفمه الذي ينطق هذه الكلمات بصعوبة، كصعوبة ما يعيش عليه هذا العجوز. إقرأ المزيد