حوليات مصر السياسية تمهيد الجزء الثانى من عام 1920
تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: مكتبة الآداب
نبذة المؤلف:لما آن أوان التدوين بدأت بمذكراتي فنشرت جزءًا منها وسأتبعه بالبقية إن شاء الله. وأنا اليوم أثني بالحوليات (1). وهي وضع حديث في الشرق. لم يطرقه طارق فيه قبل اليوم. اقتبسته من أهل الغرب. لأن التاريخ، في الشرق، لا يزال مقصورًا على سرد حوادث الأزمان الغابرة. دون الحوادث الجارية التي ...لا يدونها غير الجرائد. فلا تلبث أن تزول تلك الحوادث من الأذهان بمجرد إلقاء الجرائد من الأيدي. فجعل الغربيون هذه الحوليات كأنها جريدة الجرائد. تحوي حوادث العام في مجلد واحد يسهل اقتناؤه وحمله. فيغني عن تلك المجموعات الضخام. ويرجع إليه للتفكير والتذكر. ونعم المأخذ هو لأصول التاريخ.
وقد بدأتها من سنة 1924 لأن مجلس النواب المصري عقد لأول مرة في تلك السنة. فأصبح عام انعقاده عامًا تاريخيًا في حياة الأمة المصرية.
ولقد التزمت أن أفتتح هذه الحوليات (بتمهيد) يتضمن التاريخ السياسي لمصر من عهد المغفور له محمد علي باشا إلى سنة الدستور. فأتيت على الوقائع السياسية من ذلك العهد إلى نشوب الحرب العظمى بطريق الإجمال. ثم سردت الحوادث بالتفصيل منذ الحرب إلى آخر سنة 1923 مشبعة بالوثائق السياسية الرسمية وغير الرسمية وبالخطب والاحتجاجات والأحاديث التي كان لها أثر في سياسة البلاد. ذلك لكي أجعل للقارئ فكرة أساسية عن تاريخ مصر في هذا العصر. ولتتكون به لديه مادة تعينه على الإحاطة بأصول النهضة المصرية وتطوراتها وتمكنه من رد الحوادث إلى أسبابها.
ولما كانت الحوادث منذ اندلاع لهيب الحرب الكبرى كثيرة مترادفة والوثائق التي اجتمعت لدي بشأنها عديدة مطولة اتسع أمامي المجال حتى اضطررت إلى وضع هذا التمهيد في أجزاء ثلاثة: فالجزء الأول ينتهي إلى سنة 1920 أي عقب انقطاع المفاوضات بين الوفد المصري ولجنة اللورد ملنر في لوندره. والجزء الثاني تمامه قبيل صدور تصريح 28 فبراير سنة 1922 أي بعد إخفاق المفاوضات بين اللورد كرزن والوفد الرسمي برياسة عدلي يكن باشا. ثم ما تلا ذلك من الأزمة الوزارية وما أعقبها من مخابرات لتأليف وزارة ثروت باشا والتوطئة لإصدار تصريح 28 فبراير المذكور. وأخيرًا الجزء الثالث ويشمل الحوادث التي وقعت بعد ذلك إلى نهاية عام 1923 حيث وضع الدستور المصري وقامت الانتخابات. وسأتبع ذلك بنشر مجلد خاص لكل حولية من "حوليات مصر السياسية" على التوالي إن شاء الله. إقرأ المزيد