مصر - أفغانستان - الصومال: الدولة المدنية وشعار الخلافة
(0)    
المرتبة: 211,102
تاريخ النشر: 14/08/2010
الناشر: خاص- رفعت السعيد
نبذة المؤلف:وعلي مدي تاريخ طويل خاضت الدولة المدنية المسلحة بالعقل والعلم والوطنية معارك ضارية. وهي معارك تشابك فيها ما هو ديني مع ما هو شبيه بالدين. لكنه ليس بالضرورة صحيح الدين، مع ما هو وطني أو شبيه بالوطنية لكنه ليس بالضرورة صحيح الوطنية، وبين هذا وذاك كان هناك العقل والعلم والفكر ...الحر والليبرالية.
وعلي مدي عقود كان الصراع مريراً ولم يزل. واتخذ الصراع قنوات شتي فكرية أو دموية أو هما معاً، ونشأ من هذا التزاوج ما يمكن تسميته بالفكر المسلح. أن تأتي فكرة متأسلمة خالية من العقل والمنطق والمصلحة لكنها مدججة بالسلاح فإما أن تقبلها وإما أن تذبح كافراً ومرتداً ولأن هذه الأفكار المتأسلمة خالية من أي منطق فأنت لا تستطيع مناقشتها بالمنطق.
فالحروف الأولي من علم المنطق يقول "من غير المنطقي أن تستخدم المنطق لمناقشة قضايا غير منطقية". وإذ يفتقد المنطق ويفتقد معه العقل يتسيد السلاح المتوحش. ويزداد توحشاً كلما ارتدي ثياباً متأسلمة. وأخطر هذه الثياب هو الخلافة أو الإمامة.
لكن التجارب تختلف.
فالتجربة المصرية عاشت عقوداً تتخذ من الوطنية ومن عشق المصريين لوطنهم سلاحاً مهما واستخدمت معه العقل والعلم والليبرالية. وألحت في المواجهات الفكرية والسياسية، ألحت وتواصل إلحاحها حتي يمكن القول بأنها حققت انتصاراً أو شبه انتصار.
وبرغم مماحكات مستمرة حتي الآن.. إلا أن فكرة الدولة المدنية ترسخت في الوجدان المصري بحيث تصبح فكرة الخلافة نوعاً من الفلكور غير المتخيل. إنه الإلحاح في استحضار الضوء الذي حين يحضر يختفي الظلام من تلقاء نفسه.
لكن معارك أخري لم تزل مشتعلة ولم يزل الضوء مستعصياً علي الحضور، ومن ثم لم يزل التأسلم متسيداً بسلاحه ووحشيته محاولاً أن يفرض ما لا يمكن افتراضه.
وهكذا سنحاول أن ندرس عدة حالات..
مصر التي انتصرت بقدر أو بآخر.
وأفغانستان والصومال حيث الثعابين تتوالد ليصارع بعضها البعض فيختفي مع صراعها المجتمع المدني والقوى السياسية المدنية ومعهما يختفي العقل والعلم والليبرالية. إقرأ المزيد