زعماء الإصلاح في العصر الحديث
(0)    
المرتبة: 36,405
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: مكتبة الآداب
نبذة المؤلف:بدأت أوربا تستيقظ منذ الحروب الصليبية، وتنشئ لها حضارة جديدة، مؤسسة على العلم والحرية، وتتقدم في الصناعة، ويتدفق عليها المال من اكتشافها أمريكا وغيرها، وتخترع وترتقي في النظم الحربية على أساليب جديدة، وتنشئ الأساطيل الضخمة، حتى إذا شعرت بقوتها هجمت على الشرق بالآتها وأسلحتها واختراعاتها، تساقطت أقطاره في يدها، وكانت ...إذا دخلت قطراً ضغطت عليه بكل قوتها، واستغلته لمصلحتها، وأجرت فيه الأمور على هواها، فكان من جراء هذا الضغط أن أخذ وعي الشرق يستيقظ، وطموحه يتوثب. وكان من طبيعة هذا أن يتقدم الصفوف زعماء للإصلاح يشعرون بالآم شعوبهم أكثر مما تشعر، ويدركون الأخطار المحيطة بها أكثر مما تدرك، ويفكرون التفكير العميق في أسباب الداء ووصف الدواء، وكل مصلح ينظر إلى المرض من زاويته، ويدعو إلى مداواته على حسب خطته، فكان من ذلك مصلحون مختلفون دعوا إلى الإصلاح في أقطارهم على حسب بيئتهم وثقافتهم ومزاجهم.
وكل قد أبلى بلاءًا حسنًا، ولاقى من العناء ما لا يتحمله إلا أولو العزم، فمنهم من شرد، ومنهم من قتل، ومنهم من رمي بالخيانة العظمى، فمن نادى بالمساواة في العدل بين الرعية من غير نظر إلى جنس، أو دياناتهم بمحاربة المسلمين، ومن نادى بتنظيم الجيش على الأساليب الحديثة- اتهم بالتفرنج والخروج على التقاليد، ومن نادى بتأسيس مجلس شورى- اتهم بمحاربة السلطان، والحض على الثورة والعبث بالنظام، ومن نادى بإصلاح العقيدة، والرجوع بها إلى أصل الدين- اتهم بالإلحاد، وهكذا، وهم على هذا صابرون مجاهدون، أحبوا مبدأهم في الإصلاح أكثر مما أحبوا الحياة، ولم يعبئوا بالعذاب يحيق بهم في سبيل تحقيق فكرتهم، وظلت آراؤهم تعمل عملها في حياتهم وبعد موتهم، حتى تحقق إصلاحهم ونفذت أفكارهم، وتقدم الشرق على أيديهم خطوات تستحق الإعجاب، وكان من حقهم علينا أن نحيي سيرتهم، ونجدد ذكرهم، ونبين مبادئهم، فربما جهل كثير من شباب الجيل الحاضر تاريخهم مع قرب العهد بهم، وتأثرنا في حاضرنا ومستقبلنا بآرائهم وأعمالهم. إقرأ المزيد