تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: شركة نوابغ الفكر للنشر والتوزيع والتصدير
نبذة المؤلف:هذا كتاب فصلت فيه الخصائص الأصلية لثلاثة من الشعراء جمع بينهم التوحيد في الحب، وهم: جميل بن معمر، وكثير بن عبد الرحمن، والعباس بن الأحنف، وكانوا من أقطاب الغزل في شباب العصر الإسلامي، ويمتاز هؤلاء العشاق الثلاثة بالجد في العشق، وبالحرص على كرامة الحب، وبالإشادة في العفاف، فالهوى عندهم شريعة ...وجدانية، وليس لهو أطفال، ولا عبث شبان.
أولئك رجال آمنوا بالحب، فعظموه ومجدوه، واستهانوا من أجله بما يقاسي عباد الجمال، من مصاعب وأهوال، لقد طاب لهم أن يفتضحوا بالحب، وأن يجعلوه نصيبهم من المجد، وكان ذلك لأنهم نشئوا في أيام كان أهلها أصحاء العقول والقلوب، فأفصحوا عن سرائرهم بتصريح الواثق الآمن، لا بتلميح المريب الهيوب، فالشعراء العشاق سبقوا إلى تربية العواطف، وذلك فن يفوتنا الالتفات إليه، مع أنه أعظم حافز لعزائم الرجال.
وقد أدى الشعراء الثلاثة إلى اللغة العربية معروفاً جميلاً يفوق كل جميل، فهي مدينة بوجودها الأدبي إلى أقباس أرواحهم، وهم الذين رفعوا رايتها في المشرق والمغرب، فما تسمو لغة على لغة إلا بقوة الإفصاح عن السرائر الوجدانية ولا هتف أول شاد في أي لغة بغير الصوت الأول وهو صوت القلب، ومن هنا كان الغزل أول شعر أجاده الناس في فجر الزمان، وطغيان العقل في عصور المدينة لم يقو على صد طغيان القلب، لأن القلب هو الجارحة الباقية، ولأنه من أقوى الشواهد على صحة العقل، ولهذا امتازت الأمم القوية بإجادة التعبير عن أسرار القلوب. إقرأ المزيد