تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: مكتبة الأسرة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:لقد كانت القوة التعبيرية لدى راسبوتين في أعماله الأولى -المبكرة تعكس مدى الحزن والأسى والمعاناة الروحية -أما قوة أبطاله فكانت دائما تكمن في ضعفهم. لا يوجد لدى راسبوتين منذ بداياته أبطال جدد، حيث ركن إلى نموذج البطل الذي مهما بلغ حافة اليأس والضعف تبقى لديه قوة ما لقول كلمة تعاطف- ...أو انحياز بعيدا عن الشعارات البراقة. ومع ذلك فالموت يسيطر دائما على أعماله وأبطاله. ذلك الموت يأتي على الدوام بدون قتال أو استخدام سلاح. إنه يأتي كظاهرة طبيعية لا تزال خارج الوعي والإدراك. ظاهرة لم يصل إليها العقل البشري بعد. من هنا تحديدا يبدوا الموت عند راسبوتين استمرارا لحياة ما.
وفي رواية "المهلة الأخيرة" يطرح راسبوتين نموذجه المحبب العجوز "أنا" امرأة عجوز تحتضر ومرضها هو الشيخوخة تقيس الزمن بعمر الأولاد وعددهم يعذبها الانتظار وليس الاحتضار أو الموت، انتظار الآبناء الذين حضروا جميعا ماعدا تاتيا أو تاتشورا ويطرح أيضا نموذج العجوز "ميرونيخا" التي ملت الانتظار، ولم يعد في حياتها سوى بقرتها لأن الأولاد في سن معينة لا يسألون عن الأمهات والآباء إلا إذا ساءت أحوالهم أحوال الأبناء.
في خضم الاحتضار والذكريات وتفاعل الطبائع البشرية تتكشف أحط وأسمى ملامح الإنسانية. هنا يجمع راسبوتين بين التحليل النفسي عند ديستويفسكي وبين السخرية المأساوية لدي تشيخوف حينما ينفعل "ميخائيل" أمام إخواته مثلما انفعل. منذ قرن تقريبا -"الخال فانيا "أمام البروفسير "سريبرياكوف" ليظل الإنسان كما هو مهما اختلفت المراحل الزمنية أو الأماكن وليظل يفعل دائما ما يخجله ويجعل الآخرين يخجلون منه. ولكننا نكتشف أن بسطاء الناس هم أقدرهم على تسليط الضوء على أعتم البقع في الروح البشرية، وأقدرهم على فضح الطفيليات التي تسير على قدمين وتأكل وتشرب وتتحرك بيننا ولا نلاحظها، إلا في تلك الحالات التي يضعنا فيها راسبوتين كما وضعنا فيها من قبل ديتويفسكي وتشيخوف، إنه إحساس فظيع بالخجل يواجهنا به ميخائيل مثلما واجهنا به من قبل الخال فانيا!
أشرف الصباغ إقرأ المزيد