تاريخ النشر: 12/10/2009
الناشر: شباب بوكس
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:في بلد الولاد.. أجرأ كتاب عن المثلية الجنسية "إنت بتعمل إيه؟" جملة قالتها لي أمي السيدة المصرية البسيطة والتي لا تختلف كثيرًا عن أغلب الأمهات المصريات متوسطات التعليم، أجبتها قائلًا: "أنا بكتب كتاب عن المثلية الجنسية".. سألتني بكل طيبة "يعني إيه يا بني الكلام ده؟" .. أخبرتها عن معنى جملة ..."المثلية الجنسية" فنظرت لي بذهول ثم قالت: "إنت لازم تكتب عنهم كلام زفت وتطالب الناس تضربهم بالجزمة .. والمفروض الحكومة تموتهم في ميدان عام!!". أمي ليست هي الوحيدة في مصر التي تفكر بهذه الطريقة .. هي نموذج لملايين المصريين الذين يعتبرون المثليين شياطين يعيثون في الأرض فسادًا .. ويجب قتلهم.. وما أتعجب له حقا هو أننا صنعنا من المثلية تابوهاً جديدًا يضاف لمجلدات المحرمات التي نعيش بينها هنا، رغم أن المثلية موجودة في مجتمعاتنا العربية منذ القدم، منذ أن تغزل بعض الشعراء والأقدمين بالغلمان في أشعارهم علنا.. "كتاب عن المثلية الجنسية؟.. إنت اتجننت؟.. عايز تقلب الدنيا عليك؟" هكذا هو رد فعل أغلب زملائي في الوسط الصحفي والأدبي –تخيل!- عندما علموا أنني بصدد إصدار هذا الكتاب.. ودائمًا سبب خوفهم من التجربة هو أننا نعيش في مجتمع لا يحبذ مناقشة ما خلف الأبواب المغلقة.. ولا تتعجب عندما تعلم أن أحد زملائي خيرني إما أن أنشر هذا الكتاب أو نظل أصدقاء!! غريب أمر مجتمعنا.. تحدث به أشياء عدة هي أقرب إلى الكوارث الاجتماعية لكن تظل مناقشتها خطوطا حمراء لا يجب تخطيها! ولكن لماذا أنا مُصر على ظهور هذا الكتاب للنور رغم كل التحذيرات؟
إجابتي على هذا السؤال ستعرفها -عزيزي القارئ- عندما تسمح لي أن أقص عليك موقفا حدث لي منذ فترة.. وبالتحديد في واحدة من اللقاءات التليفزيونية.. كنت في تلك الفترة أعمل مدير تحرير لواحدة من أهم المجلات الشبابية في مصر.. وقتها سألني مقدم البرنامج -وهو بالمناسبة برنامج شبابي شهير- "إيه أكتر حاجة استفدتها من عملك في مجلة موجهة للشباب؟" أخبرته وقتها أن عملي في مجلة موجهة للشباب أعطاني القدرة على التعرف بنماذج مختلفة وعدة من الشباب المصري.. عملي جعلني أقترب من أبواب مغلقة بأقفال ثقيلة.. كثيرة.. تداري حكايات يشيب لهولها الولدان، ويحيطها حراس يشكلون مجتمعًا أدمن تجاهل موضوعات وقضايا كثيرة وفضل إخفاءها في أدراج الإهمال والخوف من المواجهة. وكان "عصام" الشاب المثلي المصري -الذي حدثني عن همومه ومشاكله وأحلامه وحكى لي أحداثا هامة جدًا في حياته- هو مفتاح السر الذي جعلني أبدأ في تنفيذ هذا الكتاب، "عصام" كان بالنسبة لي خريطة إنسانية ساعدتني على فهم جزء كبير مما يتعلق بالمثلية الجنسية من الناحية النفسية والاجتماعية والدينية، وجعلني أنظر للمثلي نظرة مختلفة تمامًا، نظرة أساسها هو "كلنا بشر"! أنا هنا لا أروّج لأي فكر من أي نوع، ولا أقوم بدور القاضي الذي يحاسب البشر على أفكارهم واختياراتهم، فقط أطلب منك أن تقرأ كتابي هذا بهدوء وتعطي لنفسك فرصة للتعرف بعوالم جديدة من الخبرات والتجارب، وتذكر دائمًا أن كل الأحداث القادمة حقيقية وحدثت بالفعل! لا أعتبر هذا الكتاب قصة أدبية بقدر ما أعتبره توثيقا لفكر شاب مصري مثليّ يعيش في مجتمع مسلم، له عادات وتقاليد معينة، لذلك قررت أن أكتب كل شيء كما حكاه لي بطل القصة الحقيقي، بدون عمل فلتر أو القيام بدور الرقيب على أفكاره ونظرته للحياة، وفضلت أن أجعل كل شيء على لسانه. لا أدعي أنني عرفت كل شيء عن عالم المثلية الجنسية، لكني على الأقل اقتربت من ملف شائك وامتلكت الفرصة كي أنقلك معي إلى هناك.. حيث يعيش عصام!! إقرأ المزيد