فى نور القرآن الكريم: تأملات فى كتاب الله
(0)    
المرتبة: 64,152
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
نبذة المؤلف:فى مطلع الحديث عن القرآن الكريم لا بد لنا من تحديد عدد من معالمه الثابتة التي منها أنه الصورة الوحيدة الموجودة بين أيدى الناس اليوم من كلام الله المعجز، الموحى به إلى خاتم الأنبياء والمرسلين- صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين-، والذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة، بلسان ...عربي مبين، على خاتم الأنبياء والمرسلين، والمنقول عنه- صلى الله عليه وسلم- نقلًا متواترًا بلا أدنى شبهة، بنفس النص الذي أوحى إليه، والذي تم تدوينه كتابة عقب الوحي مباشرة بكل آية أو مجموعة آيات منه، ثم تم ترتيبه في سوره بتوقيف من الله- تعالى- كما هو موجود اليوم بين دفتي المصحف الشريف من أول سورة "الفاتحة" إلى آخر سورة "الناس"، والممثل ببلايين النسخ من المصاحف التي خطت أو طبعت على مر العصور، والتى توارثها بلايين الحفاظ وسجلوها فى الصدور جيلاً بعد جيل، من جيل الوحى المبارك إلى اليوم، ومن ثم تم حفظه على مختلف صور الأشرطة والأسطوانات الممغنطة والمضغوطة، وغير ذلك من مختلف صور الحفظ الحاسوبية المتعددة.
وهذه الأمة التى أقامت أععظم حضارة فى تاريخ البشرية كله، فرفعت لواء المعرفة فى كل منحنى من مناحى الحياة، وجمعت بين الدنيا والآخرة فى معادلة واخدة، لا الدنيا فيها مهملة، ولا هى شاغلة المسلم عن الآخرة الأزلية الأبدية التى تعتبر الدنيا رحلة قصيرة فى سبيلها، وطريقا موصلاً إليها. واستمرت هذه الحضارة الإسلامية لمدى يزيد على أحد عشر قرنا من الزمن (13- 1213 هـ/ 610- 1798 م) وهى تحمل لواء المعرفة فى شتى مناحى الحياة. وفى دروة من دورات الزمن غفلت هذه الأمة عن رسالتها، فانهزمت أمام مؤتمرات أعدائها، وتمت تنحية الإسلام عن مقامات اتخاذ القرار فيها.
وقد كان فى تنحية القرآن الكريم عن قيادة أمة الإسلام، وفى تسليم زمام الأمور فيها إلى أعداد من دعاة الجاهلية الحديثة ضربة قاصمة فى قلب خير الأمم كادت أن تقضى عليها.
من هنا أرجو أن يكون فى هذه التأملات ما يعين شباب الأمة على استعادة ارتباطهم بكتاب الله: فهما وتدبرا، وحفظا وتجويدا، وتطبيقا كاملا شاملا فى كل مناحى الحياة حتى ننقذ أنفسنا من المؤامرات التى تحاك لنا فى كل اتجاه، وننقذ البشرية كلها من الهاوية التي تتردى فيها اليوم في ظل تقدم علمي وتقني مذهل وتحلل ديني، وانهيار أخلاقي وسلوكي مخيف يتهدد أهل الأرض جميعًا بنزول غضب الله وانتقامه، ولن يزول عن أهل الأرض هذا الخطر حتى نعيد للإسلام قيادته للعالم من جديد، فنستحق بذلك نصر الله الموعود، وما ذلك على الله بعزيز. إقرأ المزيد