تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: مكتبة الأسرة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:ما زالوا يتجاذبون اطراف الحديث حتى قال رئيسهم: "سمعت اليوم حديثا اقلقني, وهو ان اثنين من بني المعلوف فى قرية (بسكتنا) قتلا بطريرك الكاثوليك اغناطيوس صروف الدمشقى بالقرب من القرية. وقد تكدر الامير بشير من ذلك كثيرا, وهو الآن بسبيل اخذ القاتل ومعاونية بأشد العقاب".
فقال احد الرهبان: "ما أظن ان ...مثل هذه الجناية الفظيعة قد حدثت الا بعلم الامير, ولا يغرنك تظاهره بالكدر, فان الشهابيين لا يهمهم قتل كل البطاركة لانهم ليسوا من دينهم".
فقال الرئيس: "لعلك لا تعلم ان الامير اعتنق الديانة المسيحية سرا؟"
فبغت الرهبان جميعا وقال احدهم: "كيف كان ذلك؟ وماذا يخشاه الامير حتى امر تنصره؟"
فقال الرئيس: "ان اعلان تنصره تترتب عليه اضرار مادية كبيرة له, وهذا عدا ما يؤدى اليه اعلان تنصره من خروج بني شهاب كلهم عليه, لاعتزازهم بانتسابهم الى قريش, ولعلكم ذاكرون كيف تعرض للعزل مرات فى عهد احمد باشا الجزار"
فقال الراهب: "لكن كيف يكون مسيحيا ولم نشاهده يزور كنيسة لقضاء الفروض الدينية؟"
فقال الرئيس: "ان الامير لم يهمل اداء الصلاة المفروضة فى ديننا, وقد خصص لذلك غرفة من غرف قصره, فجعلها كنيسة يصلي فيها, ولا يعرف ذلك الا افراد قليلون من اخص حاشيته".
فقال الراهب: "اعتقد ان الدين لا يقر مثل هذه المراءاة, ولا يجوز ان تكون المصالح الدنيوية الزائلة عقبة فى سبل المتدينين المخلصين".
فقاطعه الرئيس قائلا: "اغضض من صوتك, فللجدران آذان, وانتقام الامير فظيع سريع كما هو معلوم".
فقهقه الراهب وقال: "اين نحن واين الامير بشير؟ ان بيننا وبينه اكثر من ميلين؟".
فقال الرئيس: "هذا لا يمنع ان يعلم بكل كلمة وحركة هنا, وفي اي مكان فى اقاصي لبنان, وهو جالس فى قصره!".
وما اتم الرئيس كلامه, حتى سمعت طرقات متوالية على الباب, فوقع الرعب فى قلوب الرهبان حتى لم يستطيع احد منهم النهوض لفتح الباب, واخذوا يتهامسون فيما بينهم, باحثين عن وسيلة يبرئون بها انفسهم. إقرأ المزيد