تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: مكتبة الأسرة
نبذة المؤلف:كثيراً ما قلت، كما قال هيجل وماركس وكيركجارد، إننا نبدو أحراراً بمعرفتنا مناطق انعدام الحرية لدينا. وم يعد هذا شأنا فلسفياً أو نظرياً من خاصيات العقل. ولم يعد شأنا للمناقشة بين الإرادة المقهورة التابعة والإرادة الحرة. إن ظهورنا للحائط. ولا يجوز لنا الخداع، أو الاعتقاد أن باستطاعتنا الخلاص بواسطة الأحاديث. ...فإننا، ونحن نرى رأس الأفعى التقنية متعددة الرءوس، فالشيء الوحيد الذي بمقدرتنا فعله هو الابتعاد النقدي. إننا نبرهن على حريتنا بمقدرتنا على النقد. إن هذه هي الحرية الوحيدة التي مازالت بحوذتنا، إن كنا نملك على الأقل، الشجاعة للإمساك بها. ولا يوجد ما هو أكثر يقينا.
هل نحن إذن، سجناء، معوقون ومقيدون بحتمية النظام التقني الذي يسيرنا مثل الإنسان الآلي المطيع بفضل خدعته؟ نعم، خاضعون لتلك الحتمية. فنحن واقعون في شباك النظام لاعتقادنا (ولو كان واهياً) أن بإمكاننا أن نسيطر على الآلة ونخطط أي شيء استعداداً منا للقرن الحادي والعشرين. بيد أن هذا أيضاً ليس حقيقياً على إطلاقه لأن النظام لا يتوقف عن النمو وليس لدينا حتى الآن أمثلة على نمو لا يصل إلى نقطة عدم التوازن والتمزق. وقد أصبح الإبقاء على التوازن والتماسك على مدى العشرين سنة الماضية صعباً بشكل متزايد. ورأينا كيف أن الخدعة العملاقة متناقضة مع نفسها وأنها أيضاً تترك هامشاً للفوضى وتعمد إلى تغطية الفجوات بدلاً من أن تسدها وتعطي الأدلة على الأخطاء. كما أن عليها أن تولد الخداع كي تحجب غياب التزويد الارتجاعي في النظام في النظام. فقد نتوقع، حتى دون وقوع حرب نووية أو مأزق استثنائي، فوضى كوكبية هائلة ستكون هي التعبير عن كل التناقضات والتشوش. وعلينا أن نعمل، بقدر الإمكان على ألا تكون التكلفة باهظة. إقرأ المزيد