تصفير البيروقراطية الحكومية، الخصائص العامة والتحولات التكنولوجية - دراسة حالة دولة الإمارات
(0)    
المرتبة: 250,483
تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: مركز تريندز للبحوث والاستشارات
نبذة الناشر:في عصر تهيمن فيه التكنولوجيا على مختلف جوانب الحياة، لم يَعُدْ بالإمكان تجاهل الحاجة إلى إعادة هيكلة النظم الإدارية لتتماشى مع متطلبات العصر الحديث. ولئن نشأت البيروقراطية في الأصل لتوفير الانضباط والتنظيم داخل المؤسسات، فإن تراكم الإجراءات والتعقيدات الإدارية المرتبطة بها جعلها -في بعض الأحيان- عبئًا يعوق الأداء المؤسسي. ومن ...هنا برز مفهوم «تصفير البيروقراطية»، وهو نهج يسعى إلى إزالة العوائق الإدارية التي تعوق الإنتاجية والابتكار، مع تعزيز الكفاءة في تقديم الخدمات الحكومية.
تتجلى أهمية هذا النظام البيروقراطي في قدرته على تنظيم العمل، وتقسيم المسؤوليات على نحو يُسهم في تحقيق الاستقرار والتوازن في الأداء. ومع ذلك، وعلى الرغم من دور البيروقراطية المحوري في الهيكلة الإدارية، فإنها قد تعرضت لانتقادات واسعة على مر السنين، خصوصًا بسبب ما يُصاحبها من تعقيدات إدارية وإجراءات مُطَوَّلَة تعوق الإبداع وتؤدي إلى التأخير في إنجاز المعاملات. فالاعتماد الشديد على اللوائح والإجراءات والقواعد الحكومية. والتسلسل الهرمي في المؤسسات، يمكن أن يُسهم في تعزيز الروتين والجمود داخل تلك المؤسسات، مما يجعلها أقل مرونة في التعامل مع المتغيرات والابتكارات التي تتطلب سرعة في التكيف والاستجابة.
ومع نهاية القرن العشرين بدآت الحكومات، في الدول المتقد مة والنامية على حدٍ سواء، بالبحث عن مناهج ومفاهيم إدارية جديدة، تساعدها على البقاء والتكيف مع متغيرات الواقع الجديد وتحديات القرن الحادي والعشرين، وكل ذلك تطلب منها أن تقوم بعملية إصلاح حقيقي لنُظُم الإدارة العامة وهياكلها، وأن تعمل بطرائق ومناهج جديدة. ومن أحدث المداخل في الإصلاح الحكومي ما يُعرف بالحد من الإجراءات البيروقراطية، وهو منهج ظهر لأول مرة في مطلع التسعينيات من القرن العشرين في الولايات المتحدة، ويسعى للوصول إلى حكومة رشيقة وفاعلة تُدار بطريقة منظمة وذكية، بحيث تصبح الحكومة جهاز تحفيز، يتولى تهيئة الظروف وصياغة السياسات، وتقديم أوجه الدعم والمساندة للمجتمع، بدلًا من اتباع المركزية وتعقيد الإجراءات. إقرأ المزيد