لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

كتاب الرفض

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 340,065

كتاب الرفض
14.00$
الكمية:
شحن مخفض
كتاب الرفض
تاريخ النشر: 04/06/2025
الناشر: كلمات للنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة الناشر:"هي الرواية الثانية في ثلاثية الكاتبة الزيمبابوية، المتميزة، ""تسيتسي دانغاريمبغا""، التي بدأتها برواية Nervous Conditions (أحوال عصابية) عام 1988. في هذا العمل، الصادر في 2006، نواصل قراءة الحكاية على لسان ""تامبودزاي""، التي نراها هنا وقد أصبحت فتاة شابّة، توشك على إنهاء المرحلة الثانوية، والاستعداد للالتحاق بالجامعة. في مدرسة ""القلب المقدّس"" ...التي تديرها الراهبات الأجنبيات، والتي تضمّ صفوة بنات البِيض، تتعرّف ""تامبو"" إلى عالم جديد، يختلف تمام الاختلاف عن بيئتها الريفية البسيطة. يتلاشى انبهارها بجمال المباني والحدائق، شيئًا فشيئًا، مع تعرّضها لمواقف مزعجة ومُربِكة ومُهينة، داخلها، ليس من المشرفات والبنات وحدهن، بل ومن العاملات السوداوات اللاتي يعاملنها وزميلاتها المعدودات ذوات الأصول الأفريقية بنفورٍ واستعلاء. تتبع المدرسة قوانين غير آدمية، مثل منع تلامس الطالبات ذوات الأعراق المختلفة، ومنع استخدام الطالبات الأفريقيات لمعظم حمّامات المدرسة:
ـ أنا رأيتكِ أنتِ!
كان هذا صوت المشرفة. ارتعش صوتها من فرط الانفعال والشعور الطاغي بالانتصار. أضافت بصوتٍ عالٍ يقترب من الصراخ: ـ إنه هذا حمّام لا ينبغي عليكِ جلوس فيه! افتحي! (...) كنتُ أنوي تنظيف المرحاض قبل خروجي، لكنني لم أجرؤ على فعل ذلك. فتحتُ الباب قبل تنظيف الجانب السفلي من جسدي، بعناية. شعرتُ به رطبًا ولزجًا. خرجتُ مطأطئة الرأس. اخترقتني نظرات زميلاتي المتفحصة. هتفت المشرفة:
ـ الماء! الماء! أنتِ لم تنظفي هذا مرحاض بماء!
بمنتهى الطاعة والامتثال، عاودتُ الدخول، وضغطتُ على صندوق الطرد، ليندفع منه الماء ويتخلّص من فضلاتي. رجعتُ لأقف أمامها، وأنا عاجزة عن النظر لأيّ منهن. كم كان الموقف فظيعًا! في هذا الجزء من الثلاثية، تواجه ""تامبو"" تحدّيات أكبر، في المدرسة والعمل، والحياة بشكلٍ عامّ. المزيد من عدم المساواة، وعدم الإنصاف، والقلق من الفشل وفقدان منحتها الدراسية العزيزة، بالإضافة إلى الخوف من الحرب الدائرة في كل مكان، والتي تصبح شقيقتها ""نيتساي"" إحدى ضحاياها:
استند الجدّ إلى عصاه، التي غطّاها تراب الدرب الطويل الذي سلكه للوصول إلى هذا الاجتماع الليلي، ووقف في المسافة التي تفصل أمّي عن جيرانها. ركع بإحدى ركبتيه في بركة الدماء التي راحت أمّي تلعقها بلسانها. تَك تَك! تَك تَك تَك! تَك تَك تَك!
بدأ الجدّ طقس التصفيق، وسرعان ما تبعه الجميع. تَك تَك تَك. صوتٌ منتظمٌ، متواصلٌ، غطّى على نحيب أمّي التي توقّفت بيأس عن نداء ابنتها. لم تجبها أختي، بل راحت تهزّ رأسها بعنف، وهي تئنّ وتتأوّه، بعينين تدوران في محجريهما، دون توقف. ترنّم الجد بصوتٍ رتيب: ""احضري يا جدّتنا العزيزة. احضري من مكانك في الرياح. احضري إلى بيتك"". هتفت أمّي بصوت رجل منزعج: ""كلّا""! أخافنا صوتها الذكوري، وأدركنا أن الموت، الذي كان يحوم حولنا طوال الليل، قد وجّه الدعوة إلى أرواح شريرة مجهولة، للتواجد بيننا. صاحت أمّي من جديد، بذات الصوت الغريب: ""لن أحضر""! ثم سقطت في إغماءة.
أنّت ""نيتساي"" بصوتٍ خافتٍ، على الأرض. تحشرج صوتها، وبدأ يتلاشى، كصوت أمّي. تساقط ضوء القمر الشحيح على وجهها. لمعتْ قطرات العرق أعلى شفتيها. انعكست الساق المتدلية على إحدى تلك القطرات. تنفّست ""نيتساي"" هواءً أقلّ من أن يبقيها على قيد الحياة، وأكثر من أن يتيح لها الموت. أدركتُ في تلك اللحظة أنني لا أعرف، ولن أعرف، شيئًا أبدًا. الحرب التي تؤجّج الخلافات والاختلافات بين الناس، وحتى بين الإخوة والأقارب. تطفو الكراهية على السطح، ويتباهى بها البعض بزهو، دون مواربة، موقعًا أفراد عائلته في مآزق شتّى، مثلما تفعل أمّ ""تامبودزاي""، بالضبط.
تعاني ""تامبو"" الظلم في مواقف عديدة، لكنها تفقد الروح العنيدة التي جعلتها تحاربه لنيل حقوقها وهي طفلة، كما رأينا في الجزء السابق من الثلاثية ـ ""أحوال عصابية"" ـ الذي تسعى فيه لانتزاع حقّها في التعلّم وبناء مستقبل أفضل لنفسها، رغم صغر سنّها؛ وتبدأ هنا في تقبّل كل ما يقع عليها، باستسلام وغَصّة، بما في ذلك حرمان إدارة المدرسة لها من استلام جائزة التفوّق، التي تستحقّها، ومنحها لزميلتها البيضاء، عوضًا عنها، بدمٍ باردٍ، في أجواء احتفالية. عندما يتكرّر الموقف، من جديد، لاحقًا، ويُنسَب نجاحها في وظيفتها، داخل شركة الإعلانات التي تلتحق بها، لزميلها الأبيض، تكتفي ""تامبودزاي"" بالانسحاب من المشهد بأكمله. ينحصر احتجاجها في تقديم استقالتها، والنأي بنفسها عن أي جدل أو صراع.
تتغيّر شخصية ""تامبو"" إذن، لكنها تغيّرات حزينة وواقعية. لا أمل فيها ولا طموح. الـ""رفض"" الذي يظهر في عنوان العمل، ليس رفضًا واضحًا وصريحًا من ""تامبو"" لظروف حياتها، بقدر ما هو رفض من المجتمع ـ بمن في ذلك أمّها ـ لها ولإصرارها القديم على التفوّق والتميّز: تعمّدت أمّي معانقتي بحماس، عندما وصلتُ ""أودزي""، قرية عائلة جدّتي. تخشّب جسدي، فور ملامستها لي. أجبرتُ نفسي على وضع ذراعيّ حول كتفيها. تنهدت أمي وضحكتْ في الوقت ذاته، وتصرّفتْ كما تفعل دائمًا. أفصحت عمّا تريد قوله بصوتٍ عالٍ، وبصخبٍ، أمام الجميع. قالت:
ـ آها! ""تامبودزاي""! أمضيتِ كل ذلك الوقت مع الأوروبيين، وتعفّنتِ داخل مدرستهم، لينتهي بكِ المطاف داخل مدرسة أخرى، ليس بها الصف السادس أصلًا! وليست مخصّصة للصغار الأذكياء، المتميزين، بل إن أبوابها مشرّعة لكل تلميذ أبله! آه يا بنت يا ""تامبو""! توظّفتِ في مدرسة مهنية، يعمل فيها التلاميذ بأيديهم، دون تشغيل عقولهم للحظة!.. آه.. لا عليكِ.
حتى مواساتها كانت كشوكةِ برّيةٍ، تغرزها في كعب قدمي. "

إقرأ المزيد
كتاب الرفض
كتاب الرفض
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 340,065

تاريخ النشر: 04/06/2025
الناشر: كلمات للنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة الناشر:"هي الرواية الثانية في ثلاثية الكاتبة الزيمبابوية، المتميزة، ""تسيتسي دانغاريمبغا""، التي بدأتها برواية Nervous Conditions (أحوال عصابية) عام 1988. في هذا العمل، الصادر في 2006، نواصل قراءة الحكاية على لسان ""تامبودزاي""، التي نراها هنا وقد أصبحت فتاة شابّة، توشك على إنهاء المرحلة الثانوية، والاستعداد للالتحاق بالجامعة. في مدرسة ""القلب المقدّس"" ...التي تديرها الراهبات الأجنبيات، والتي تضمّ صفوة بنات البِيض، تتعرّف ""تامبو"" إلى عالم جديد، يختلف تمام الاختلاف عن بيئتها الريفية البسيطة. يتلاشى انبهارها بجمال المباني والحدائق، شيئًا فشيئًا، مع تعرّضها لمواقف مزعجة ومُربِكة ومُهينة، داخلها، ليس من المشرفات والبنات وحدهن، بل ومن العاملات السوداوات اللاتي يعاملنها وزميلاتها المعدودات ذوات الأصول الأفريقية بنفورٍ واستعلاء. تتبع المدرسة قوانين غير آدمية، مثل منع تلامس الطالبات ذوات الأعراق المختلفة، ومنع استخدام الطالبات الأفريقيات لمعظم حمّامات المدرسة:
ـ أنا رأيتكِ أنتِ!
كان هذا صوت المشرفة. ارتعش صوتها من فرط الانفعال والشعور الطاغي بالانتصار. أضافت بصوتٍ عالٍ يقترب من الصراخ: ـ إنه هذا حمّام لا ينبغي عليكِ جلوس فيه! افتحي! (...) كنتُ أنوي تنظيف المرحاض قبل خروجي، لكنني لم أجرؤ على فعل ذلك. فتحتُ الباب قبل تنظيف الجانب السفلي من جسدي، بعناية. شعرتُ به رطبًا ولزجًا. خرجتُ مطأطئة الرأس. اخترقتني نظرات زميلاتي المتفحصة. هتفت المشرفة:
ـ الماء! الماء! أنتِ لم تنظفي هذا مرحاض بماء!
بمنتهى الطاعة والامتثال، عاودتُ الدخول، وضغطتُ على صندوق الطرد، ليندفع منه الماء ويتخلّص من فضلاتي. رجعتُ لأقف أمامها، وأنا عاجزة عن النظر لأيّ منهن. كم كان الموقف فظيعًا! في هذا الجزء من الثلاثية، تواجه ""تامبو"" تحدّيات أكبر، في المدرسة والعمل، والحياة بشكلٍ عامّ. المزيد من عدم المساواة، وعدم الإنصاف، والقلق من الفشل وفقدان منحتها الدراسية العزيزة، بالإضافة إلى الخوف من الحرب الدائرة في كل مكان، والتي تصبح شقيقتها ""نيتساي"" إحدى ضحاياها:
استند الجدّ إلى عصاه، التي غطّاها تراب الدرب الطويل الذي سلكه للوصول إلى هذا الاجتماع الليلي، ووقف في المسافة التي تفصل أمّي عن جيرانها. ركع بإحدى ركبتيه في بركة الدماء التي راحت أمّي تلعقها بلسانها. تَك تَك! تَك تَك تَك! تَك تَك تَك!
بدأ الجدّ طقس التصفيق، وسرعان ما تبعه الجميع. تَك تَك تَك. صوتٌ منتظمٌ، متواصلٌ، غطّى على نحيب أمّي التي توقّفت بيأس عن نداء ابنتها. لم تجبها أختي، بل راحت تهزّ رأسها بعنف، وهي تئنّ وتتأوّه، بعينين تدوران في محجريهما، دون توقف. ترنّم الجد بصوتٍ رتيب: ""احضري يا جدّتنا العزيزة. احضري من مكانك في الرياح. احضري إلى بيتك"". هتفت أمّي بصوت رجل منزعج: ""كلّا""! أخافنا صوتها الذكوري، وأدركنا أن الموت، الذي كان يحوم حولنا طوال الليل، قد وجّه الدعوة إلى أرواح شريرة مجهولة، للتواجد بيننا. صاحت أمّي من جديد، بذات الصوت الغريب: ""لن أحضر""! ثم سقطت في إغماءة.
أنّت ""نيتساي"" بصوتٍ خافتٍ، على الأرض. تحشرج صوتها، وبدأ يتلاشى، كصوت أمّي. تساقط ضوء القمر الشحيح على وجهها. لمعتْ قطرات العرق أعلى شفتيها. انعكست الساق المتدلية على إحدى تلك القطرات. تنفّست ""نيتساي"" هواءً أقلّ من أن يبقيها على قيد الحياة، وأكثر من أن يتيح لها الموت. أدركتُ في تلك اللحظة أنني لا أعرف، ولن أعرف، شيئًا أبدًا. الحرب التي تؤجّج الخلافات والاختلافات بين الناس، وحتى بين الإخوة والأقارب. تطفو الكراهية على السطح، ويتباهى بها البعض بزهو، دون مواربة، موقعًا أفراد عائلته في مآزق شتّى، مثلما تفعل أمّ ""تامبودزاي""، بالضبط.
تعاني ""تامبو"" الظلم في مواقف عديدة، لكنها تفقد الروح العنيدة التي جعلتها تحاربه لنيل حقوقها وهي طفلة، كما رأينا في الجزء السابق من الثلاثية ـ ""أحوال عصابية"" ـ الذي تسعى فيه لانتزاع حقّها في التعلّم وبناء مستقبل أفضل لنفسها، رغم صغر سنّها؛ وتبدأ هنا في تقبّل كل ما يقع عليها، باستسلام وغَصّة، بما في ذلك حرمان إدارة المدرسة لها من استلام جائزة التفوّق، التي تستحقّها، ومنحها لزميلتها البيضاء، عوضًا عنها، بدمٍ باردٍ، في أجواء احتفالية. عندما يتكرّر الموقف، من جديد، لاحقًا، ويُنسَب نجاحها في وظيفتها، داخل شركة الإعلانات التي تلتحق بها، لزميلها الأبيض، تكتفي ""تامبودزاي"" بالانسحاب من المشهد بأكمله. ينحصر احتجاجها في تقديم استقالتها، والنأي بنفسها عن أي جدل أو صراع.
تتغيّر شخصية ""تامبو"" إذن، لكنها تغيّرات حزينة وواقعية. لا أمل فيها ولا طموح. الـ""رفض"" الذي يظهر في عنوان العمل، ليس رفضًا واضحًا وصريحًا من ""تامبو"" لظروف حياتها، بقدر ما هو رفض من المجتمع ـ بمن في ذلك أمّها ـ لها ولإصرارها القديم على التفوّق والتميّز: تعمّدت أمّي معانقتي بحماس، عندما وصلتُ ""أودزي""، قرية عائلة جدّتي. تخشّب جسدي، فور ملامستها لي. أجبرتُ نفسي على وضع ذراعيّ حول كتفيها. تنهدت أمي وضحكتْ في الوقت ذاته، وتصرّفتْ كما تفعل دائمًا. أفصحت عمّا تريد قوله بصوتٍ عالٍ، وبصخبٍ، أمام الجميع. قالت:
ـ آها! ""تامبودزاي""! أمضيتِ كل ذلك الوقت مع الأوروبيين، وتعفّنتِ داخل مدرستهم، لينتهي بكِ المطاف داخل مدرسة أخرى، ليس بها الصف السادس أصلًا! وليست مخصّصة للصغار الأذكياء، المتميزين، بل إن أبوابها مشرّعة لكل تلميذ أبله! آه يا بنت يا ""تامبو""! توظّفتِ في مدرسة مهنية، يعمل فيها التلاميذ بأيديهم، دون تشغيل عقولهم للحظة!.. آه.. لا عليكِ.
حتى مواساتها كانت كشوكةِ برّيةٍ، تغرزها في كعب قدمي. "

إقرأ المزيد
14.00$
الكمية:
شحن مخفض
كتاب الرفض

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

ترجمة: ريم داوود
لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 24×17
عدد الصفحات: 344
مجلدات: 1
ردمك: 9789948738244

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين