تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار ملامح للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:عرف الأدب العربي في المشرق نماذج من بكاء المدن كبغداد والبصرة وغيرهما، ولكنه لدى أهل الأندلس نمط مغاير كثرةَ نماذج، وثراءَ مضامين؛ نظرًا لطبيعة التقلبات السياسية التي شهدتها الأندلس، وكانت أشد حدةً، وأسرع إيقاعًا، وأعنف تداعياتٍ، ومن المراثي الذائعة نونية أبي البقاء الرَّنديّ، ومرثية أبي محمد عبد المجيد بن عَبْدُون ...التي رثى بها بني الأفطس أصحاب بَطَلْيَوس وبكى زوالَ ملكِهم وفي هذه المرثية، يحشد ابن عَبْدُون الكثير من أحداث التاريخ وتقلباته، ويحكي ما أصاب الدول والممالك من مآسٍ ومحن، متخذًا من ذلك سبيلًا للعظة والتأسِّي. وتمتاز القصيدة على طولها بحاسة شعرية قوية وعاطفة جياشة، تزاوج بين مأساة بني الأَفْطس الذاتية والسياسية راصدًا فداحة الفقد والتبدل الذي طال كلَّ شيءٍ؛ الإنسان والجماد. قال عنها النُّوَيرِيُّ في نهاية الأرب «ومن المراثي المشهورة التى عُنِيَ بها، واتصلتْ أسبابُ الشارحين بسببها، المرثية العَبدُونيَّة، وهي من أمهات القصائد ووسائط القلائد» ، فقد كانت شهرة قصيدة ابن عَبدُون دافعًا للكثيرين إلى وضع المؤلفات في شرحها، والتذييل عليها، وأكبر هذه الشروح وأشهرها هو شرح أبي القاسم عبدالملك بن عبدالله الحَضرَمِيّ الشِّلبِيّ، المعروف بابن بَدرُون.
وأهمية هذا الشرح الذي سمَّاه مؤلفه «كِمامَةَ الزَّهَرِ وصَدَفَةَ الدُّرَرِ»- وهو الكتاب الذي بين أيدينا- تظهر في اهتمام صاحبه بالجانبين التاريخيّ والأدبيّ، وميله إلى جعله كتابًا في القصص التاريخيّ؛ لأنه خرج عن السرد المباشر المتسلسل إلى النُّتف والنقول والأخبار، وهو يدل على اهتمام الأندلسيين بالثقافة، وأخبار الأولين، وسير المشارقة التاريخية . إقرأ المزيد