العربية ورسالتها الحضارية - قراءة معجمية في شهادات قواميس تاريخية فرنسية
تاريخ النشر: 05/06/2023
الناشر: أكاديمية الشعر
نبذة المؤلف:هذا الكتاب جمعنا فيه بين الترجمة والتأليف، وكان منطلّقه كتاباً لأحد المعجميين الفرنسيين وهو جان بريفو، بعنوان "أسلافنا العرب، ما تدين به الفرنسية إلى العربية"؛ وهذا العنوان يختزل في الأصل مقولة شهيرة بين الفرنسيين هي "أسلافنا الغاليون".
وقد اهتدى الباحث الفرنسي إلى هذه الإستعارة لينزع عنها صيغتها التهكمية الساخرة بين أسلافهم ...الحقيقيين، وجعل العرب هم أسلاف الفرنسيين الفعليين، لأنّ أهمية الشعوب تقاس بلغاتها ومدى مشاركتها في رسالة الحضارة الإنسانية.
وإذ ليس لأسلاف الفرنسيين أيُّ أهمية تذكر في تاريخ الإنسانية، لأنّهم شعب ضيّع لغته تحت تأثير الهيمنة اللاتينية، فاندثرت تقريباً ولم يبق منها إلا بضع عشرات من الكلمات المتروكة حضارياً؛ لم يعثر الباحث الفرنسي عن أثر ذي بال لدى لغة هؤلاء الأسلاف، ووجده عند اللغة العربية التي عدّها جان بريفو ثالث لغة مؤثّرة في اللغة الفرنسية ومعجمها، حتى عدّ العرب أسلافه الحقيقيين، ولا يقدر أحد أن يغمطّ العرب ريادتهم تلك، ولغتهم حتى خطّت بمصطلحاتها وما حملته من قيم ومفاهيم فكرية ومعرفية شاهدة تفوّقها ودليل عبقريتها.
وقد حفزنا ذلك على ترجمة فصول كثيرة من هذا الكتاب الذي كشفت فيه نزاهةٌ صاحبه مدى التأثير العربي في اللغة الفرنسية، وأغلب لغات أوروبا، ثم عملنا على توثيق إحالاته والتعريف بمصادره والتوسّع في تحليل آرائه ومن ثمّ دعمها بحجج إضافية لبيان دور العربية في إثراء لغات أوروبا بأسباب الحضارة ومختلف فروع العلوم والآداب.
وهو ما مكّنها من إخراج شعوبها من التخلّف والشعوذة إلى عالم العقل والنور الذي نعمت به وتجاهلت في الغالب، مصدره العربي.
وتتبّعنا تجسيد العربية لهذا الدور الحضاري عبر العصور، ووفقنا على مظاهره في اللغة الفرنسية، وأكّدنا على أبعاده في حفظ أمانة العلوم ومن ثمّ تصحيحها والتوسّع فيها وتبسيطها ونشرها، فحقّ لنا أن نسمّي هذا الدور رسالة العربية في التواصل الحضاري بين الشرق والغرب. إقرأ المزيد