تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:من خلال إدراك منحى اشتغال بنية العنوان "الطوق الأحمر" وتلقي النص الروائي المعنون به. يمكن القول إن هذا العنوان الذي اختاره جان كريستوف روفان لهذه الرواية توافق والمقصد الغائي للنص. ولم يكن دخيلاً عليه، إذ يعتمد مؤلف الرواية في سرده على حكاية رواها له أحد أصدقائه، وهي عبارة عن ...حادثة كان جده بطلها، إذ قلد كلبه أثناء احتفال رسمي وتحت تأثير الخمر وسام شرف كان قد ناله في الحرب العالمية الأولى. ويصف الروائي تلك الحادثة بأنها واحدة من تلك الجواهر الصغيرة والنادرة التي تهبها الحياة، والتي يمكن الإعتماد عليها لبناء صرح روائي.
في الإشتغال السردي يصور الروائي واقع الحال لسجن في بلدة بعيدة عن باريس، حيث يقبع سجين وحيد ومعه كلبه الذي لا يكف عن النباح، وسجان خمول ينتظر التعليمات، ويمارس عمله بطريقة آلية، يكسر حضور القاضي العسكري رتابة المشهد، ويستقدم ليستجوب السجين مورلاك.
اتهم مورلاك بطل الرواية، بالإساءة للنظام، وهو الذي كان قد نال وسام شرف أثناء مشاركته في الحرب العالمية الأولى، وفي لحظة مفاجئة أثناء احتفال وطني، قام بوضع ذاك الوسام وتعليقه بطوقه الأحمر في عنق كلبه الذي رافقه في معاركه أثناء خدمته العسكرية، مما جرّ عليه غضب السلطات التي ألقت به في السجن.
يحاول الروائي القول ومن خلال اعتراف بطله مورلاك وبأسى أن كلبه كان البطل وليس هو، ليس لأنه تبعه إلى الجبهة وجرح، بل لأن الأمر أعمق بكثير وأكثر شمولية، يرى أنه كان يتمتع بكل الخصال التي على الجندي أن يتحلى بها. كان مخلصاً حتى الموت، شجاعاً لا يرحم الأعداء، لكن يستغرب تماهي الجنود في الحرب مع الكلاب، ووجوب امتلاك مناقبها، ويجد أن التنويهات ورتب الشرف والترفيعات كلها كانت لمكافأة أفعال الحيوانات.
رواية "الطوق الأحمر" هي إدانة للحرب، عن أبطال حرب تحولوا إلى سجناء، وعن كلاب أكثر وفاءً من البشر. إقرأ المزيد