العدد 36 - استقرار عالم القطب الواحد
(0)    
المرتبة: 75,132
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
نبذة نيل وفرات:إن ظهور استراتيجية رسمية للحفاظ على التفوق وخبوها فجأة، يعطي مصداقية للاعتقاد الشائع أن القطبية الأحادية محفوفة بالأخطار، وتؤدي إلى انعدام الاستقرار. وصحيح أن الباحثين المتخصصين كثيراً ما يناقشون مسألة القطبية الأحادية، غير أن تركيزهم الأساسي ينصب دائماً على سقوط هذه البنية، ويرى الواقعيون الجدد أن بنية القطبية الأحادية ...هي أقل البنى استقراراً على اعتبار أن أي تركز كبير للقوة يهدد الدول الأخرى ويدفعها إلى القيام بأفعال لاستعادة التوازن.
في المقابل يسلم باحثون آخرون بأن تركز القوة يخدم السلام، غير أنهم يتشككون في إمكانية استمرار التفوق الأمريكي. يستند كلا الرأيين إلى الاعتقاد أن التفوق الأمريكي لا يرتكز على أسس متينة، وأنه من السهل نفيه بأعمال تقوم بها الدول الأخرى، ونتيجة لذلك يقول أغلب المحللين إن القطبية الأحادية "وهم" و"لحظة" لن تدوم طويلاً، أو إنها بالفعل تفسح المجال للقطبية المتعددة. بل إن بعض الباحثين في حقيقة الأمر يتشكك أصلاً قيما إذا كان النظام هو أحادي القطبية أساساً، ويذهب هؤلاء بدلاً من ذلك إلى أن النظام، على حد قول صمويل هنتيجتون (Samuel Huntington)، أحادي في قطبية المتعددة".
ورغم أن الباحثين المتخصصين في مجال العلاقات الدولية يختلفون بشدة فيما بينهم في أغلب جوانب السياسة العالمية بعد انتهاء الحرب الباردة، فإنهم يتفقون بصورة متزايدة على هذا الفكر السائد عن القطبية وسواء كانوا يعتقدون أن البنية الحالية على وشك التحول من حالة القطبية الأحادية أو أنها تحولت بالفعل، فإنهم يعتقدون أن هذه البنية تميل إلى خلق صراعات، حيث تسعى الدول لإحداث ثقل مضاد للقوة المتغطرسة للدولة المسيطرة.
ويشكل الافتراض القائل بأن القطبية الأحادية لا تؤدي إلى الاستقرار قوام الجدل الواسع المثار حول طبيعة السياسة العالمية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. ومنذ عام 1991. وأحد الأسئلة المحورية التي لم تحسم بعد هو كيف يمكن تفسير استمرار التعاون وغياب سياسات تواز القوى التقليدية رغم حدوث تحولات كبيرة في توزع القوة. وفى هذه الدراسة يتناول الباحث الغربي "وليم وولفورت" ثلاث أطروحات تحاول إثبات الفكر السائد الذي يرى أن توزع القوة يؤدي إلى انعدام الاستقرار وإثارة الصراعات. يرى الطرح الأول أن النظام أحادي القطبية بما لا يدع مجالاً لأي لبس، حيث تتمتع الولايات المتحدة الأميركية بهامش تفوق على أقوى الدول التالية لها، بل وعلى كل القوى الكبرى الأخرى مجتمعة، يزيد بكثير على هامش أي تفوق تحقق لأي دولة كانت في الصدارة طوال القرنين الماضيين. الفكرة المطروحة الثانية ترى أن القطبية الأحادية القائمة الآن تميل إلى تحقيق السلام، إذ إن المزايا التي تتمتع بها الولايات المتحدة الأميركية والتي تتمثل في امتلاكها عناصر القوة الخام الأساسية معناها غياب أحد المصادر المهمة للصراع الموجودة في الأنظمة السابقة وهو التنافس من أجل فرض الهيمنة والانفراد بزعامة النظام الدولي، إذ لا توجد في العالم قوة رئيسية أخرى في وضع يسمح لها باتباع أي سياسة تعتمد في نجاحها على التغلب على الولايات المتحدة الأميركية سواء في حرب أو في أي نوع من أنواع التنافس الممتد.
أما الأطروحة الثالثة فترى أن القطبية الأحادية القائمة اليوم لا تؤدي قط إلى السلام، وإنما تدوم طويلاً. وقد دامت هذه القطبية بالفعل عقداً من الزمان. ولعلها تدون الفترة نفسها التي دامت فيها القطبية الثنائية، إذا لعبت واشنطن أوراقها بشكل سليم. هذه الأفكار هي ما استعرضه الباحث في هذه الدراسة المكونة من ثلاثة أجزاء هي: وحيدة على القمة: النظام أحادي القطبية، القطبية الأحادية تؤدي إلى السلام، القطبية الأحادية تدوم طويلاً. إقرأ المزيد