واقع التنشئة الاجتماعية واتجاهاتها، دراسة ميدانية عن محافظة القنيطرة السورية
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
نبذة نيل وفرات:شهدت الأبحاث والدراسات في ميدان التنشئة الإجتماعية نمواً متزايداً في مختلف أنحاء العالم العربي، ويأتي هذا النمو الملحوظ في هذا الميدان تعبيراً عن الأهمية الكبيرة التي تتميز بها قضية التنشئة الإجتماعية، ولا تأخذ قضية التنشئة الإجتماعية أهميتها من مجرد الطموح العلمي في الكشف عن طبيعة هذه الظاهرة واتجاهاتها في ...مختلف ميادين الحياة التربوية، بل يشكل هذا الطموح المعرفي بذاته، وبما ينطوي عليه من أهميته، منطلقاً اجتماعياً للكشف من الهوية الثقافية والإجتماعية لطبيعة المجتمعات المدروسة واتجاهات نموها وتطورها.
لقد شغلت الدراسات في هذا المجال المنطلق الحيوي لتمديد مسار تطور المجتمعات الإنسانية المختلفة، ولتقديم رؤية اجتماعية بعيدة المدى في آفاق هذه المجتمعات وبنيتها الثقافية وهويتها الحضارية. إن أسلوب التنشئة الإجتماعية للفرد من همه، وللمجتمع الإنساني من جهة أخرى، وهذه حقيقة تؤكدها مختلف الدراسات والأبحاث العلمية في هذا الميدان. ومما تجدر الإشارة إليه، وفي هذا المجال، هو ضعف وتيرة الأبحاث والدراسات الجارية في سوريا في مستوى هذه القضية، فالبحث الإجتماعي مازال في العديد من الدول العربية يخضع لقانونية الفضول العلمي الذي يشد إليه بعض الباحثين بامكاناتهم المحدودة، إيماناً منهم بالضرورة التاريخية لأهمية الكشف عن بعض مجاهل الظواهر الإجتماعية.
والمجتمع السوري يشكل حقلاً خاماً للدراسات الإجتماعية بمختلف اتجاهاتها وتياراتها، وقد سجلت الدراسات الإجتماعية العلمية غياباً ملحوظاً في كثير من جوانب الحياة الإجتماعية والسياسية في سوريا، ولاسيما في مجال التنشئة الإجتماعية، رغم ما ينطوي عليه هذا المجال من أهمية وخطورة علمية. وتأسيساً على هذا التي تشكلها الظاهرة من جهة، وانطلاقاً من هذا الغياب الملحوظ للبحث الإجتماعي الميداني في هذا المستوى يأتي التي في هذا الكتاب الذي يكشف من ماهية ظاعرة التنشئة وأبعادها في بعض مناطق المجتمع السوري، أملاً في أن تشكل هذه الدراسة حلقة من الحلقات الأساسية للدراسة والبحث في هذا الميدان العلمي الذي يتسم بالأهمية. إقرأ المزيد