دور القيادة الكاريزمية في صنع القرار الإسرائيلي: نموذج بين جوريون
تاريخ النشر: 01/06/2003
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
نبذة نيل وفرات:اهتم المتخصصون والأكاديميون بمعالجة موضوع القيادة، سواء كانت تلك القيادة تتعلق بالدول، أو المجتمعات، أو التنظيمات السياسية، إلا أن موضوع القيادة الكاريزمية على وجه التحديد، لم ينل قسطاً كافياً من البحث والدراسة المستفيضة، على الرغم من أن تجارب العيادات الكاريزمية امتلأت بها شواهد التاريخ القديم والحديث والمعاصر، لا سيما ...أن هذه القيادات ساهمت بدور استثنائي، وأصبحت رموزاً تاريخية في حياة دولها، فجمال عبد الناصر، والمهاتما غاندي، وكوامي نكروما، أمثلة حقيقية على ذلك.
وإذا سلطنا الضوء على دراسة نموذج القيادة الكاريزمية الإسرائيلية ودورها في صنع القرار الإسرائيلي، فإن الأمر سيكون أكثر أهمية، لا سيما بالنسبة إلى العرب في سبيل فهم هذا النوع من القيادة، والتي تشكل في النتيجة عاملاً لفهم المتغيرات الداخلية والخارجية لإسرائيل، واستكشاف عناصر القوة والضعف للقيادات الإسرائيلية، وتسخير ذلك في استراتيجية المواجهة العربية في الصراع العربي-الصهيوني.
وتعد تجربة القيادة الكاريزمية منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 وقيام الكيان الإسرائيلي عام 1948 جدير بالدراسة، لأن هذا النوع من القيادات تكررت نماذجه، والتاريخ يذكر لنا عدة شخصيات صهيونية وإسرائيلية معروفة ومشهورة أمثال تيودور هرتزل وشيمون بيريز... ولقد أثر هذا النوع من القيادات في استراتيجية الكيان الإسرائيلي وسياسته الإقليمية والدولية، هذا بالإضافة إلى أثرها البليغ في قيادة وبناء المشروع الصهيوني.
وفي ضوء أهمية هذا الموضوع، ستحاول هذه الدراسة التحرك وفق مسلكين؛ الأول يعالج التأصيل النظري لمفهوم القيادة الكاريزمية بصورة عامة والإشكالية المتعلقة به، والثاني يستكشف أثر القيادة الكاريزمية في عملية صنع القرار الإسرائيلي. هذا وقد تم انتقاء نموذج قيادة بن جوريون في هذه الداسة بوصفه أحد تلك القيادات؛ ولأن تاريخ الحركة الصهيونية وإسرائيلي يشير إلى أن أهمية شخصيته القيادية الكاريزمية فيها، إذ صدر عنه العديد من القرارات الحاسمة والمهمة قبل قيام دولة إسرائيل وبعد قيامها، عبر انفراده الشخصي بعملية صنع القرار. وستبني هذه الدراسة على فرضية مؤداها أهمية قيادة بن جوريون الكاريزمية في صنع القرار الإسرائيلي، باعتبارها نموذجاً قيادياً متميزاً أثر في متغيرات بناء الكيان الإسرائيلي. كما ستحاول الإجابة عن عدة تساؤلات لها صلة بالتأصيل النظري لمفهوم الكاريزما، أبرزها: ما هو الأصل اللغوي والتاريخي لمصطلح الكاريزما؟ وما هي الجذور التراثية والاجتماعية للقيادة الكاريزمية؟ وما هي أوجه العلاقة بين القيادة الكاريزمية والظاهرة السياسية؟ أما القيادة الكاريزمية الإسرائيلية على وجه الخصوص، ستحاول الدراسة الإجابة عن عدة تساؤلات مهمة بشأنها، أبرزها: ما هي جذور القيادة الكاريزمية في الفكر الصهيوني والإسرائيلي؟ وما هي أسباب تقبل الجماعات اليهودية بوصفها تجمعات استيطانية للزعامة الكاريزمية؟ وما هي علاقة الكاريزما الصهيونية بالنزعة الماشيحية (نسبة إلى الماشيح، أي المسيح المخلص اليهودي؟). إقرأ المزيد