ثورة المعلومات والأمن القومي
(0)    
المرتبة: 323,971
تاريخ النشر: 01/07/2003
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يبدو أن ثورة المعلومات تحمل معها الكثير من الوعود، فقد شهد الاقتصاد الأمريكي نمواً هائلاً في التسعينيات من القرن العشرين، ويعود الفضل في ذلك إلى تقنيات المعلومات. وقد قادت توقعات النمو الاقتصادي المستقبلي التي غذّتها ثورة المعلومات سوق نيويورك للأوراق المالية ومؤشر ناسداك (NASDAQ) إلى مستويات قياسية. وينطبق الوعد ...بالنمو والتطور الاقتصادي على أماكن أخرى أيضاً، فاوجه التقدم التقني تسمح لأقل الدول نمواً القفز إلى الأمام وتتجاوز الزمن والتكلفة والتقنية، من حالة الافتقار إلى أجهزة الهاتف إلى اقتناء الاتصالات اللاسلكية. ويبدو أن تحسن التفاهم والاتصال بين الأشخاص، الذي يرجع الفضل فيه إلى تقنيات الاتصالات الجديدة التي أسفرت عن خلق "قرية عالمية"، يعطي أملاً في أن يغدو اللجوء إلى استعمال القوة العسكرية أقل ضرورة بكثير في المستقبل.
وتحدث أوجه التقدم في التقنية والاتصالات أيضاً ثورة في مجالات أخرى من مجالات التفاعل البشري مثل السياسة والطب. وينفق مرشحو الانتخابات الآن قدراً كبير من الوقت والمال في إنشاء مواقع على الشبكة العالمية تهدف إلى إيصال رسالتهم إلى الناخبين الذين يستطيعون فعله مباشرة وهم متصلون بالشبكة العالمية (on-line) في الوقت نفسه هناك جانباً مظلماً لثورة المعلومات؛ فالفجوة بين من "يملكون" المعلومات ومن "لا يملكونها" آخذة في الاتساع، وربما يكون 20% فقط من العالم يتأثر بالعولمة وثورة المعلومات، وبينما نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمى في تقنية المعلومات، وقوة الدفع الرئيسية في هذا الاتجاه هي قطاع الشركات، فإن الاعتماد على نظم المعلومات يخلق أوجه ضعف هائلة.
ومع أن الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان قد حذر في الماضي من أن البنية التحتية الحساسة للولايات المتحدة الأمريكية كانت غير حصينة، فقد اقتضى الأمر من الدولة وقتاً طويلاً لتبدأ في إدراك أوجه ضعفها في مواجهته التهديدات الجديدة، إذ أخذت تلك التهديدات الجديدة تزداد قوة، فالتطور في الاتصالات عن بعد يمكن الانتهازيين والأفراد ذوي النية الخبيثة-المتطرفين السياسيين وجماعات المجرمين في تنظيم أنفسهم بصورة فعالة لإدارة أنواع جديدة من الأنشطة المضادة لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وقد موّل كل من معهد الدراسات الاستراتيجية بالكلية الحربية التابعة للجيش الأمريكي، ومركز ماثيو بي.ريدجواي لدراسات الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر 1999 مؤتمراً عن ثورة المعلومات وأثرها على الأمن القومي الذي تمّ جمع أوراق العمل فيه بين طيات هذا الكتاب.
وكان هدف المؤتمر يتركز على جمع مجتمعات الشركات والأكاديميين والحكومة ليشاركوا في الدروس المستفادة من جهودهم الخاصة ليضعوا مفهوماً عن التهديدات والفرص الجديدة التي هيأتها ثورة المعلومات ويتعاملوا معها. وقد أثار النقاش الذي دار في المؤتمر عدداً من المضامين المهمة يتم عرضها، إلى جانب الأبحاث المقدمة من قبل اختصاصين وأساتذة في هذا المؤتمر، في هذا الكتاب. إقرأ المزيد