الولايات المتحدة الأمريكية وإيران: تحليل العوائق البنيوية للتقارب بينهما
(0)    
المرتبة: 333,283
تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
نبذة المؤلف:قمت في دراسة سابقة لي بتفسير انهيار العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول العالم الثالث الثورية أثناء الحرب الباردة، وهي كوبا وإيران ونيكاراجوا، بعد فترة من الود كانت الولايات المتحدة الأمريكية فيها قوة إمبريالية تجاه كل من هذه الدول. ثم بيان أن الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الدول الثورية ...انتقلت من حالة العلاقات الودية إلى العلاقات العدائية لأن الدول الثورية صعدت صراعاتها مع واشنطن نتيجة لسياساتها الداخلية المشاكسة. بعد ذلك عمقت الولايات المتحدة الأمريكية حالة العداء هذه بمعاقبة الدول الثورية على عدائها لها عقاباً شديداً. وفي هذا الصراع المبكر تأصلت مشاعر العداء للولايات المتحدة في البنى السياسة للدول الثورية، وانحبست الولايات المتحدة الأمريكية في نمط من العداء إزاء هذه الدول لأنها اعترضت على مصالح واشنطن في الحرب الباردة. ومجمل القول أن السياسات الداخلية تقدم أفضل تفسير للسياسات الخارجية للدول الثورية، بينما تقدم اعتبارات الحرب الباردة أو العوامل الدولية أفضل تفسير للسياسة الخارجية الأمريكية.
إن هاتين المجموعتين من العوامل تشرحان بالدرجة الأولى العوائق البنيوية التي تحول دون قبول الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعضهما لبعض باعتبارهما صديقتين، ويمكن مفتاح فهم السياسة الخارجية الإيرانية في تحديد هوية إيران كدولة ثورية. وبتحديد أكبر، لو أن إيران سعت إلى تحقيق مصالحة كاملة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما سينتج عنه بالضرورة وضع حد للخطاب العدائي والأعمال العدائية وقبول رئيسي الدولتين أحدهما الآخر، فإن طبيعة النظام ذاته باعتباره نظام دولة ثورية وحكماً ثيوقراطياً (دينياً) ستصبح مهددة، بسبب عمق الشعور المناوئ للولايات المتحدة الأمريكية. والأكثر من ذلك أنه يستعين على الولايات المتحدة حينئذ تجاوز سياسات الاحتواء المتصلبة التي تعمل على تنفيذها منذ فترة، وفي محاولة منها للحفاظ على وضعها المهيمن في منطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من هذه العقبات توجد عوامل بنيوية أخرى تدفع الدولتين إلى السعي لتحسين علاقاتهما. ومع أن هذه الورقة سوق تناقش هذه العوامل فإن التركيز الأساسي سيكون على بيان كيف أن العوائق تستمر في عرقلة العلاقات الودية الثنائية.
تتناول هذه الورقة أيضاً المسألة النظرية الخاصة بتحليل السياسة الخارجية، ففيها يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية فإن اللغز الكبير هو: لماذا أصبحت إدارة الرئيس بيل كلنتون أكثر عداءً تجاه إيران في التسعينات مع العلم بأن سياسة إيران الخارجية لم تكن قد تحولت إلى قدر أكبر من العداء؟ وفيما يتعلق بإيران فإن المعضلة تفسر عمق العداء الإيراني للولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد مناقشة الجوانب النظرية سيتم استعراض السياسات الخارجية لكل من غيران والولايات المتحدة الأمريكية، وسيناقش الجزء الختامي بإيجاز بعض القضايا التي تفصل بينهما. إقرأ المزيد