الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا في الشرق الأوسط وخارجه شركاء أم متنافسون؟
تاريخ النشر: 17/04/2008
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
نبذة نيل وفرات:أثبت التعامل لعشرات السنين مع الشرق الأوسط أن هذه المنطقة مصدر للخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا. وفي أثناء الحرب الباردة، احتدم الجدل عبر الأطلسي حول جملة من القضايا، بما فيها قناة السويس، والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، واحتواء إيران. إلا أن هذه الخلافات لم تضعف العلاقات عبر الأطلسية بفضل التضامن الذي ...أوجده التهديد السوفيتي في أوربا. وبأفول نجم الاتحاد السوفيتي، لم تعد المهام المشتركة تستر الخلافات السائدة في المناطق أخرى. ويحتل الشرق الأوسط الآن قمة سلم الأولوية في جدول الأعمال عبر الأطلسي، وهذا ما جعل الخلافات حول السياسة الشرق الأوسطية تشتد تعقيداً، وتعلب دوراً رئيسياً في إفساد الود بين جانبي الأطلسي عقب الحرب الباردة.
ليس الهدف من هذا التوضيح الإيحاء بأن الآراء المختلفة حول الشرق الأوسط هي المصدر الوحيد للتوتر، فقد واجه المجتمع الأطلسي مؤخراً سلسلة من التحديات الجديدة، كبلوغ الاتحاد الأوربي مرحلة النضج، والتباين في الأولويات الاستراتيجية على جانبي الأطلسي، وتلاشي التوجه الدولي الوسطي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقاعد جيل القادة في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية ممن عايشوا الحرب العلامية الثانية. كما نشأت خلافات جوهرية فيما يتعلق بسياسات الشرق الأوسط، وبروتوكول كيوتو، والمحكمة الجنائية الدولية، ومدى الرغبة في الوحدة الأوربية. لكن لا شك في أن خلاف جانبي الأطلسي حول الشرق الأوسط يفوق خلافهما حول أي مسألة أخرى.
ما جذور الخلافات الرئيسية في التوجهات الأوروبية والأمريكية نحو الشرق الأوسط؟ تبدأ هذه المحاضرة بمحاولة إقامة الدليل على أن هذه الخلافات تعود إلى جملة معقدة من العوامل الفاعلة، بما في ذلك الإرث الذي خلفه الاستعمار الأوربي في الشرق الأوسط، والمستويات المختلفة من الرغبة الاجتماعية والعقائدية العارمة بالتخول الديمقراطي، والعوامل السكانية، والتوجهات المختلفة نحو ممارسة التعددية الثقافية، والحساسيات المتباينة للعلاقة بين الكنيسة والدولة، وتنافس جانبي الأطلسي على النفوذ. وقد اجتمعت هذه العوامل لتؤثر في المواقف والسياسات على كل المستويات: لدى نخبة السياسة الخارجية، والبيروقراطية، ووسائل الإعلام، والشعب.
وبعد تفحص مصادر الاختلاف، الواحد تلو الآخر، سعت هذه المحاضرة لاستكشاف المواقف الأمريكية والأوربية حيال عدد من مسائل السياسة المختلفة، كالعراق، وفلسطين/إسرائيل، وإيران. ونلمس من التاريخ الحديث حصول تقارب تدريجي في المواقف، مما يوحي أن الفرقة التي سادت جانبي الأطلسي زمناً طويلاً قد تكون في طريقها إل الحل. لكن لا بد في الوقت نفسه من ذكر أن المواقف المتباينة حول الشرق الأوسط موغلة الجذور في أعماق الأوساط التاريخية والثقافية الأوربية والأمريكية، مما يعني أن دوام التواترات عبر الأطلسية ليس أمراً بعيد الاحتمال.
ويغادر القسم الأخير من هذه المحاضرة منطقة الشرق الأوسط، لنستكشف طيفاً أوسع من مصادر ومضامين التوترات عبر الأطلسية اليت نشأت في السنوات الأخيرة. إقرأ المزيد