فن الإقتناء ؛ دليل هواة جمع الأعمال الفنية المعاصرة
(0)    
المرتبة: 46,473
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار الكتب الوطنية
نبذة الناشر:منذ قديم الزمان، والدافع وراء إقتناء الأعمال الفنية يعتبر أمراً ذا شأن وشرف كبيرين، فالملك توت عنخ آمون كان معروفاً بجمعه للقطع الخزفية الجميلة، كما كان الرومان يتباهون - بعضهم على بعض - بما يمكن أن تزدان به المنازل من أحسن الغنائم التي كانوا يحصلون عليها أثناء توسع إمبراطوريتهم، بل ...إن هناك قصصاً عن الملك الجيرماني جينسيريك الذي كان حريصاً على تأمين الغنائم وضمها إلى مجموعته، بدل أن يتركها طعاماً للنيران عندما كان ينهب روما.
وإنطلاقاً من رعاة عصر النهضة من الباباوات والأمراء، ومروراً بأرستقراطيي بريطانيا في القرن الثامن عشر الذين كانوا يجمعون تذكاراتهم التي يحصلون عليها خلال جولاتهم في أوروبا، ووصولاً إلى تلك التي كان الأميركيون يقتنونها بالجملة من الموروث الثقافي الأوروبي من خلال روبر بارونز الأميركي الشهير بمتاجرته في تحف أوروبا وإستغلالها، كان يتم جمع الأعمال الفنية عبر القرون من أجل الشهرة أو المكانة أو التنوير الثقافي أو لمجرد المتعة فقط.
هناك أنشطة قليلة تتحكم فيها نزوات الإنسان أكثر من إقتناء الأعمال الفنية، ولكن بغض النظر إذا كانت دوافع الإقتناء سامية أو وضيعة فإن قيمتها الثقافية كانت تمتد دائماً أبعد من كل الرغبات البشرية.
ولم تؤثر خيارات جامعي الأعمال الفنية على القيمة المادية لهذه الأعمال وحسب بل على قيمتها الثقافية أيضاً، ولطالما أثّر الجامعون على طريقة عرض الأعمال الفنية وكيفية تقديرها، بل وعلى الطريقة التي يُصنع بها العمل الفني.
فعندما كان القائد الروماني الدكتاتور لوشاس كورنيليوس سولا يقوم بجمع التماثيل الكوروينثية البرونزية المنهوبة، كان أثر ذوقه ينعكس على أصدقائه من الجامعين بالقدر نفسه الذي أثّر به في فناني ذلك العصر.
كما نرى ذلك أيضاً في تأثير تشارلز ساتشي بعده بألفي عام من خلال العرض الذي قدمه في الفن المنيمالي، والتأثير المباشر للفن الأميركي خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي على الكثير من الفنانين البريطانيين الشباب، والذين كانوا على وشك الدخول بأعمالهم إلى مجموعته. إقرأ المزيد