تاريخ النشر: 01/04/2015
الناشر: مداد للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يشكل الإرهاب الموضوعة المحورية في "وردة عيسى" للروائي أنور الخطيب، وفيها يرصد طبيعة العلاقة بين من يفترض أنه المواطن والدولة بنسختها العربية في السنوات الأخيرة من عمر ثورات الربيع العربي.
وهكذا يجري الحديث في الرواية، عن معركة غير متكافئة، وصرع بين القوي والضعيف بلغة ساخرة تفضح أدوات السلطة وزبائنها ومموليها ...في عالم جائر لا قيمة الإنسان داخله، ويتمظهر هذا، في خطاب روائي يروي الأحداث من موقع الشاهد والمشارك، ما يمنح السرد مصداقية، فالروائي الخطيب يستخدم صيغة المتكلم في علاقات جدلية مع صيغ أخرى لا سيما صيغة الغائب، وهذه الخصيصة تنسجم مع العالم المرجعي الذي تحيل إليه الرواية، عالم تنعدم فيه مساحات الحوار، ولا صوت فيه إلا للمدافع، لتقول الرواية بالوقائع والأحداث والشخصيات الحالة الإنسانية لسكان مدينة عربية قسمتها الحرب إلى قسمين متقاتلين، قسم يسيطر عليه الجيش النظامي بسطوته وجبروته وممارساته القمعية (القسم الشرقي)، وقسم تسيطر عليه الجماعات الإرهابية المتطرفة التي توظف الدين لأغراض شخصية ومنافع ذاتية وجماعية، فتقتل وتستبد وتتاجر بالسلاح والآثار والبشر (القسم الغربي)، ومن خلال شخصية البطل "عيسى"، يرصد الروائي تفاصيل المشهد الدامي، وموت القيم والأخلاق وتبريرها منطقياً على لسلطة بطل الرواية...
كل ما حدث خلال الأربع سنوات الماضية كان منطقياً في أسبابه ومسبباته ونتائجه، ليس بمعنى القبول والرضا، وإنما بلغة الرياضيات، أما ما حدث قبل أسبوع، أو خلال الستة أيام الماضية على وجه الدقة، لم يكن فيه سوى نسبة قليلة من المنطق، شأنه شأن عزمي على الإحتفال وأنا في حاجة ملحة للنوم، وأستطيع أن أحاجج نفسي أمامك وأقول: (المنطق هو أن تتحايل على سلطان النوم وتوهمه أنك تحتفل بمناسبة مرور أربع سنوات على قلم النوم)...".
"وردة عيسى" رسالة موجهة ضد الحرب وشهادة على تجربة مؤلمة عاشها مناضلون عرب، في مرحلة تاريخية راهنة، فكانت أقرب إلى الملحمة. إقرأ المزيد