فتنة كارنيليان 'عشق يتحول إلى هوس'
(0)    
المرتبة: 301,755
تاريخ النشر: 01/05/2015
الناشر: مداد للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"دخلا الشقّة، اتجهت كاترين مباشرة إلى الغرفة، قام زاهر بما يقوم به في كل مرة يدخل فيها شقته، فتح التلفزيون، كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، وأخبار الحرب في لبنان تنهال تباعاً.. (اعتقال شخصين يشتبه في تعاملهما مع إسرائيل في مدينة صور في جنوب لبنان، قتل جنديين اسرائيليين وجرح ...17 في معارك برية عنيفة مع مقاتلي حزب الله في مثلث قريتي عيترون ومارون الراس وبلدة بنت جبيل. حزب الله يتبنى اسقاط مروحية آباتشي ويعلن تدمير خمسة دبابات واسرائيل ترفض فكرة اسقاط حزب الله للطائرة... شنّ الجيش الإسرائيلي غارات استعملت فيها القنابل الفوسفورية على قرية كفرشوبا...)
دخلت كاترين الصالون، جلست قبالة زاهر، نظر إليها نظرة خاطفة.. سألته: هل من جديد؟ لا جديد سوى استخدام القنابل الفوسفورية وقتل أربعة جنود تابعين لقوات حفظ السلام.. وهل لا يزال هناك سلام..! يتحقق السلام حين يقتنع القادة بأحقّية كل شعب في الوجود.. هذه إشكالية كبيرة، هل تؤمن بما قلت حقاً؟ أنا أؤمن بأمر واحد ولا بأس من تكراره. لو بحث كل امرئ عن أصله وطالب به والعودة إليه، لتغيرت الخريطة السكانية في العالم، هناك دول ستختفي من الوجود وهنالك شعوب ستترك بيوتها وأراضيها لتعود إلى أصلها، فهل هي على استعداد؟ أراك تنادي بوحدة الوطن والإنسان.. لست مثالياً إلى هذا الحدّ، ولكنني على قناعة بأنّ بعض المتظاهرين الذين يدّعون الوطنية، وبعض الذين يعتقدون بأنهم يمثلون الله على الأرض، هم سبب مأساة الإنسان، الزعامة لها ألف قناع وقناع يا كاترين، البعض يرتدي قناع الدين، وآخرون قناع الوطنية، وطرف آخر يرتدي قناع العلم وغزو الفضاء، الإنسان يبحث عن زعامة وسلطة، وكلما تورمت الانا في داخله، انعكس التورم على العلم، وازداد موتاً وحروباً ومشاكل. أريد أن أستأذنك في أمر، هل تسمح لي بنشر حواراتنا في حوار واحد ونشره في صحيفتي؟ أنا لا أبحث عن شهرة أو زعامة يا كاترين، هل قطعت آلاف الأميال من أجل هذه المهمة؟ في الواقع انا في إجازة، لكن الصحيفة التي في داخلي تبقى تعمل.. أوافق لكن بشرط.. موافقة على كل شروطك.. لا تتعجلي الأمر، إنّه شرط صعب، أنا أعلم أن ما تكتبينه لن يكون حواراً معي فقط، ستكون قصة صحفية عن زيارتك، أليس كذلك؟ تستطيع أن تقول هذا... شرطي أن تكتبي كل ما حدث معك... ماذا تعني؟ أعني أن تتضمن قصتك ما حدث لـ جين والتحقيق الذي تعرضت له، وتدخل السفارة في الأمر، والتحقيق الذي أجري معي ومع أحمد...أنا لا أعرف ما جرى في التحقيق معكما.. سأعلمك بكل شيء، ابتداء من مستشفى الطّب النفسي وانتهاء بمقابلتنا ذلك اليوم، حين أصبت بنوبة ضحك، ولكن عليّ أن أناقش أحمد في الأمر. هل أفشي لك بسرّاً؟ إن كان ليس سرّاً.. لا تتفلسف، التقطت صوراً لجين وهي في المستشفى، كما التقطت صورة للسفير في أثناء زيارته، لدي كاميرا صغيرة جداً لا يمكن ملاحظتها.. ماذا لو منعتك من النشر!! سأستجيب، علاقتي بك أهم من كل القصص الصحفية. هل تشربين شيئاً؟ لا، ولكن أريد شيئاً آخر، أريد صورتك وصورة أحمد في حال موافقته.. ألم تلتقطي لنا صوراً أيضاً؟ أنت صعب يا زاهر، بصراحة لم أفعل..."
يفتتح المشهد الروائي الأول في مركز "المارينا" في أبوظبي مع زاهر، الشخصية المحورية، كاتب ومثقف فلسطيني يعيش وحيداً، يلتقي مصادفة في المقهى بامرأة انكليزية تدعى كاترين، فيتبادلان حديثاً مطولاً، فيما كشف زاهر عن حساسية زاهر تجاه الغرب السياسي، واهتمامه الإيجابي برموز هذا الغرب الثقافية والإبداعية، يتقن الكاتب سردياته من خلال إقامة حوارات غنية حول مستجدّات العالم عبر أربع شخصيات: زاهر من فلسطين وأحمد من أبوظبي وهما يمثلان الشرق العربي، وكاترين الإنكليزية وجين الإميريكية باعتبارهما ممثلين للثقافة الغربية، وفي الوقت نفسه هما يهوديتان، ولكنهما تمثلان ثقافتين مختلفتين ومتضادتين بالنسبة للموقف من الصهيونية في اسرائيل والعالم، يستعرضهما الروائي بحيادية نسبية عبر راوٍ غير متماهٍ بما يرويه. إقرأ المزيد