تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:اعتراه الذهول والدهشة، وهو يرى إلى العائد المسرف في الشحوب جالساً أمامه كالخارج من القبر، ينبثق فجأة من عتمة السنين ويدخل إلى دكانه ليسلّل: "ما عرفتني؟:، حزن لأنه لم يعرفه، وأدرك الآن أن الأيام خْرّبت ذاكرته، فراح يضرب كفاً بكف ناقماً على كائن ما لم يستطيع في تلك اللحظة أن ...يحدد ماهيته، "لا تؤاخذني!"، قال يأسى وحزن، وبأن خَجِلاً من بلاهته، ومن فساد رأسه، وغياب صورة الصديق القديم.
في تلك اللحظة أيقن يونس أنه لم يغادر أرض وطنه وحسب، وإنما هاجر من زمنه أيضاً، فقد هزّه نسيان الرجل، وفجع بنفسه مثلما أسف للإسكافي المرنّح الذي اندفع نحوه بتلك اللهفة الصاعقة.
تأكد الآن أن هذا الموقف سوف يتكرر، منذ اليوم، مئات المرات حين سيلاقي دائماً بشراً ممن عرفهم من قبل، فيسألهم: "ما عرفتموني؟!"، قرر أن يعيش ويستمر كمولود طارئ، غير عابئ بما إذا أشعره الآخرون بالمهانة أو الإنكسار. إقرأ المزيد