لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English Books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0
تعليقات الخاصة بـ رغداء عبد الخالق
محكمة من دون قانون - خلود يحيى   - 11/06/2023
قصة مشوقة تستهويك من الصفحة الأولى وتأسرك كلما تسارعت الأحداث وتعقدت وتشابكت، وبعد عاصفة من التساؤلات والتشويق وعجز قانون البشر، يأتي الحدث الأكبر كأنه نهاية من صنع القدر. إبداع عظيم، ولغة سهلة ممتنعة، وبلاغة رفيعة، وحكمة لا مثيل لها، كلها صفات اجتمعت في قلم الكاتبة، فجعلت من "محكمة من دون قانون" قطعة فنية نادرة وبداية ستكون خالدة. في بضع صفحات متتالية، تتلاعب بعواطفك الكلمات، فتارة تقهقه عاليا وتارة تمسح دموعك، ومن ثم تسلط الكاتبة الأضواء على مشهد الواقع وتنفضه من الغبار بلمسة نقدية، فيتضح أمامك الأبيض من الأسود، وعندها لن تتمالك نفسك من الإندهاش من غرابة العالم الذي نعيشه كل يوم. "ربما هي طبيعة البشر يلاحقون قوانين هم من يسنونها ليلقوا اللوم عليها حينما تضيق عليهم عللهم." "...والدخول في غيبوبة إجتماعية هو التواصل الإجتماعي." وصف خلود يحيى ما هو إلا تجسيد للوحة متحركة رباعية الأبعاد، تحيطك من كل جانب فترى وتسمع وتحس وتشعر وكأنك انتقلت إلى عالم القصة وصرت جزءا منها. وهذا الوصف المبدع يأتي في مكانه ووقته، فهو ليس صفحات مملة من الكلام المنمق، إنما هو جزء من الحدث متداخل فيه يقيدك إلى القصة كالسحر. "أما ذلك النسيم الخفيف الذي كان يبرد القلوب، فقد أصبح كالفتنة يوقد النار بحنكة، ويزداد هو سخونة كشفاء الغليل. والسماء لم تعد بعيدة، إذ رمت للنار حبالا وراحت ترفع ألسنتها إليها." وفي خضم كل ذلك، تأتيك شخصيات مختلفة بأعمار مختلفة، كل منهم لديه ماضي وأسلوب وحكاية ومخاوف، ولكن مشاكلهم وتعبيرهم يطابق أعمارهم، فتجد عقلية اليافع، والشاب، والبالغ، والعجوز في تنافر وتناغم وكأن الكاتبة الشابة نفسها قد بلغت عامها الألف وجربت وعرفت كيف يفكر ويتفاعل الإنسان في جميع مراحل عمره. فهل نزل عليها الوحي أم هي رسول من عالم سامي؟ وأخيرا، وليس آخرا، إن بطلة الرواية، ريما، هي إمرأة قوية، مناضلة، تحب الحق والدفاع عنه، وتكره الضعف والإستسلام، تعيش صراعا في داخلها ومع عائلتها ومع المجتمع، وبالحكمة ورجاحة العقل والمنطق تجد الحلول المناسبة وتحل النزاعات، على الرغم من ارتكابها الأخطاء التي كان لابد منها للإرتقاء والتعلم. صراع ريما القاضية يهمس في قلب كل فتاة وامرأة من جميع طرقات الحياة، فتشعل فيهن وقود المرأة الحديدية القائدة الذكية الموجود في كيان كل إمرأة. "نظرة سراج لا تقيمني، ورأي عمر لا يرفع شأني. وكلام الصحافة لا يحددني. أنا من أحدد من أنا وما سأكون عليه. إنها طريقي، قراري، نيتي، وأهدافي." رواية "محكمة من دون قانون" يجب أن تكون في مكتبة كل بيت، وإني أتطلع قدما لقراءة الكتاب الثاني للكاتبة العظيمة، خلود يحيى.