الرواية ذات إيقاع سريع ولغة سرد عفوية محببة جدا تعشقها بسرعة وتحكي من منظور أكثر من راو وفي فترات زمنية مختلفة لكنك لا تفقد أبدا ترابط الأحداث، تنقلت بين الزمن الحالي وعقد مضى أو ربما أكثر قليلا مع حقبة تاريخية ترجع لعصر آخر الحملات الصليبية على مصر في زمن معركة المنصورة. براعة الكاتب اذاقتني بعدا انسانيا ذا عمق لشخوص الرواية وسط تشويق مرتبط بجرائم قتل نجح فيه في إثارة أسئلة مع كل صفحة أقرأها، وكلما كونت عقيدة عن منطق سير الأحداث شعرت بأن الكاتب ساقني إليها سوقا ثم تفاجئت بكوني مخطئا. أقنعتني الرواية كذلك بالفكرة الرئيسية التي تطرحها من إمكانية إنشاء مصادم هيدروني عربي لنعومة الأسلوب والتحضير الجيد للفكرة في فصولها الأولي وغصت معها في تفاصيل الفيزياء برغم خلفيتي غير العلمية. عشت كذلك لحظات من الرعب النظيف المعتمد على الغموض أكثر من اعتماده على الوصف الدموي للأحداث ولا أرغب هنا في حرقها لكن المعالجة كانت منسوجة بحرفية عالية. الرواية واحدة من أفضل ما قرأت في ادب الخيال العلمي وتستحق درجة كاملة لولا أن السرد جاء بالفصحى والحوار بالعامية المصرية للشخصيات المعاصرة فقط اما الشخصيات التاريخية فكانت تتحدث الفصحى وهو مأخذي الوحيد. نقطة أخيرة، أسجل إعجابي الشديد بالمصادر التي ساقها الكاتب بنهاية الرواية لمساعدة من يرغب في التعمق في اطروحات الرواية في شقيها العلمي والتاريخي. دمتم غاليين.