لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English Books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0
تعليقات الخاصة بـ Eva Kassem
وما زال النرد يدور - سامر النجار   - 03/11/2020
"كنت وما زلت أعتبر مهنة الكتابة من أنبل وأنفع المهن، وإنني لمقتنع تماماً من نفعي في هذا المجال " دوستويفسكي أذكر مرّة أنّي قد قلتُ لكاتب هذه الرواية بأنّ أسلوبه الكتابيّ عميق جداً ولا يُستهان بقدراته أبداً. فالأسلوب الأدبي، تسلسل الأحداث، الحوارات، الوصف، المشاعر المكتوبة والصورة التي ترتسم بأذهاننا، كل هذا نابع عن خبرة كاتب محترف وليس شاب متطلّع وحالم. وهنا لا أقصد سوى بأنّ الكاتب قد هدم كلّ أسقف التوقعات التي بنيناها عنه وعن أول تجربة له في عالم الأدب والكتابة. هذا كان تعليقي على أول ستين إلى تسعين صفحة من هذه الرواية فقط. وطِوال قراءتي لهذه الرواية والأسئلة تطرق جدران كياني: ما هو الشيء المميّز بها الذي يشدّني للمتابعة وعدم التوقف؟  أيّ عذابٍ يسكن بطل هذه الرواية وما هذا الكم من المشاعر المتتناقضة التي تسكنني أثناء قراءتي لها؟ وأي كاتب قادر على ترجمته وإيصالها لنا بهذه الطريقة وإيصال هذا الكم الهائل من الحزن والألم لنشعر به وكأننا نعيشه، لنبكي هذه الرواية بكل جوارحنا ونذرف الدموع على وطن عاش تاريخاً كاملاً من الألم والأسى والظلم والعبودية والقهر.. فمن خلال هذه الرواية يعيدنا الكاتب لأحداث الثمانينات في سورية ويصف لنا سورية في ظل حكم بيت الأسد خلال 40 عاماً ومن خلال بطل الرواية يتطرّق الكاتب لوصف بعض الحالات والاضطرابات النفسية التي قد يعيشها شاب عانى من طفولة قاسية وتأثيرات الأحداث والثورة على مستقبله وحالته النفسيّة فيما بعد. آدم - بطل الرواية - ذاك الشاب التعيس الذي كثيراً ما كنت أغضب منه ومن برودة أعصابه وتردده وضعفه بلحظات ما، حتى أعود مسرعةً وأبكي عليه وأعذره كي لا أزيد عذاباته، فلا أملك سوى تشبيهه بملاك مبتور الأجنحة، فتّح مقلتيه على هذا الحياة ليجد نفسه غارقاً في مستنقعات أوطاننا وظلامها... وجميع شخصيات الرواية لم تفارقتي حتى بعد إنتهائي منها. أخيراً وليس أخيراً يمكنني القول بأنّ لا لغتي ولا كلماتي يسعفونني لإنصاف هذه الرواية بالوصف والتقييم المناسبين. فهذه الرواية خلاصة عمل أدبي إنساني سياسي مع تسليط الضوء على بعض الحالات والأمراض النفسيّة ليشكّل لنا بها الكاتب لوحة فريدة تضم أولى أعماله واجتماع مشاعره بكافتها. ليضع بين أيدي القرّاء عمل أدبي صادق ونابع من كلّ قلبه ومشاعره. وقلّما الآن ما نجد كتّاب يملكون هذه الميزة الرائعة بعيداً عن الابتذال والتكلّف والانصياع لما هو دارج من الأساليب التجارية. أتقدّم بالشكر للكاتب على هذا العمل الأدبي الأقل ما يمكن وصفه بأنّه عمل أدبي بإمتياز ولجعلنا نعيش لحظات فريدة مع إنسانيتنا وذواتنا. وشكراً للرسامة الرقيقة والرائعة راما الدقاق على صورة لغلاف. وأتمنى للقرّاء قراءة ممتعة.