الكتاب إقتنص من بين مجريات الأحداث مواقف محددة ليبرز من خلالها معدن هذا الشعب العربي الذي تحرك بصدق نواياه فلامس بصفاء جوهره كل العمق العربي والإسلامي.عند تقييم الكتاب كخزانة ساردة لحراك الجماعات الفاعلة في المجتمعات نجد أنه يزود القاريء بمعلومات وتحاليل توفر فرصة نادرة للتعرف على أسلوب ونهج الأباء الناجح في العمل المدني التطوعي. كيف عملت النخبة البحرينية في مشاريع عابرة للحدود ولأتربة الأوطان، للمشاركة مع رجال وجماعات ومؤسسات عالمية من أجل إنجاز مشاريع مشتركة؟ أثبت الكتاب أنه لكي تنجح نخب البحرين العمل مع نخب عربية وإسلامية أخرى فهي بلا شك بحاجة الى خبرة مهنية والى ملكة تواصل وإلى عزيمة عقلانية تدفعها عاطفة صادقة. فالكتاب يحكي لنا عن عمق مشاعر، وتفاعل، ومساهمات أهل البحرين إتجاه ما أصاب أمتهم من تحديات وتقلبات وحروب ونكسات. سيذهل القاريء عندما يكتشف حجم شبكة معارف الأباء ومتانة علاقاتهم مع الرؤساء وصناع القرار. يطرح الكتاب أسئلة كثيرة. كيف تصرف أباوؤنا عند نزول النوازل؟ ما هو نمط إدارتهم في أوقات الأزمات و المسرّات؟ ما هي صيغ خطاباتهم ومراسلاتهم؟ ما هي أدواتهم التي إستخدموها للتواصل مع الجماهير تحت شتى الظروف والنوائب؟ كيف تمكنوا من لفت إنتباه الصحافة التي قامت بنشر أخبارهم؟ أسئلة كثيرة يجيب عليها الكتاب. يتكون الكتاب من تسعة أبواب. أنطلق أولاها ليتحدث عن دور علماء البحرين محليا ومن ثم في منطقة الأحساء، وعربستان، والحجاز، والهند، وموريتانيا، وختم الباب في العراق.الباب الثاني بحث عن علاقات البحرين بجزيرة العرب. فتحدث الكتاب عن علاقات اهل البحرين مع اليمنيين، ثم مع العمانيين، ثم مع الإمارتيين، ثم مع العراقيين. الباب الثالث بحث عن علاقات أهل البحرين مع مصر والسودان. وتطرق الى الشأن الثقافي و السياسي المصري – البحريني، و من ثم حصد أهم مساهمات أهل البحرين مع قضايا السودان. الباب الرابع بحث عن علاقات أهل البحرين مع أهل فلسطين. فتطرق الباحث في هذا الباب الى نوعية العلاقات التي جمعت الشعبين الكريمين في حقبة ما قبل النكبة. ثم إستفاض في رصد شتى أنواع التفاعل مع الفلسطينين في زمن ما بعد النكبة. الباب الخامس بحث عن علاقات أهل البحرين مع بلاد الشام. فكان نصيب الأردن، وسوريا طاغيا في هذا الباب. خصوصا في قضايا التحرر والإستقلال والتعليم والثقافة. الباب السادس بحث عن مناصرت أهل البحرين لقضايا الدولة العثمانية والأحواز وبلوشستان. الباب السابع تخصص في رصد دعم أهل البحرين لدول المغرب العربي. إنطلق الباب بالحديث عن مساندة أهل البحرين للشعب الليبي للتحرر من الإستعمار الإيطالي، ومن ثم عن علاقات الشعبين البحريني – المغربي. وبعد ذلك عرج على تونس وختم الباب في دينامكية العلاقة البحرينية الجزائرية. الباب الثامن جعل من شرق أفريقيا شغله الشاغل. فرصد الباحث الأستاذ راشد علاقات اهل البحرين مع الزنجباريين، وبعد ذلك ختم الباب أهدافه بعرض مساهمات أهل البحرين مع إخوتهم من أهل إراتريا. الباب التاسع جمع كم هائل لشتى المشاريع الوحدوية والمواقف الإنسانية التي كان لأهل البحرين دور رياديا فيها. إنطلق الباب بسرد وتحليل معلومات نادرة عن دور النخبة البحرينية في إنشاء مؤتمر إسلامي ونادي تعارف بمكة المكرمة، ودورهم في تأسيس الوحدة العربية والوحدة الخليجية. وتطرق الباب الى لقاءات ضمت أهل البحرين مع زعماء الهند، ومع الملك عبدالعزيز آل سعود، ومع الرئيس المصري جمال عبدالناصر، ومع الرئيس الغاني كوامي نكروما، ومع رياض طه (نقيب الصحافة اللبناني)، ومع إتحاد المحامين العرب.