ألفت نظركم إلى أن مؤلف كتاب (تحصيل المنافع، على الدرر اللوامع، في مقرأ الإمام نافع) ليس شنقيطيا كما كتب على غلاف النسخة المطبوعة بل هو الشيخ أبو زكرياء يحيى بن سعيد أَكْرَّامُو التازْموتي السملالي الجزولي السوسي المغربي. من علماء القرن الهجري التاسع، وأسرته أسرة علمية مشهورة بجبال جزولة (إداوْلْتِيتْ) بسوس بجنوب المغرب، وتعرَفُ تاريخيا بـ (الأسرة الكرامية)، ويرتقي نسبها إلى الشيخ القاضي أبي بكر محمد بن العربي المالكي المعافري، صاحب تفسير (أحكام القرآن) و (عارضة الأحوذي) و (العواصم من القواصم)، و (القبس، على موطإ مالك بن أنس)، وغيرها من الكتب القيمة النفيسة. ولد حوالي 835هـ بقرية (تَازْموتْ) قبيلة إدَاوْ سْمْلال، جبال جزولة، سوس، وحسب التقسيم الإداري الحالي: (مدشر (تازموت) بجبال الأطلس الصغير، فرقة أزورْ اليلي، جماعة تيزغران، قيادة إداكوكمار، دائرة أَنْزي، إقليم تِيزْنِيتْ، المملكة المغربية)، وتلقى تعليمه على يد والده الشيخ سعيد بن سليمان أكْرَّامو السملالي المتوفى 16 شعبان 882هـ الذي تخرج بدوره من مدارس الأندلس، وبعد وفاة والده المذكور قام مقامه وحمل لواء العلم في جبال جزولة فتصدر للتعليم والإرشاد والتأليف والإفتاء في مدرسة (تازموت) السملالية إلى أن لقي ربه عام 900هـ. قال عنه مؤرخ الأسرة الكرامية أبو سليمان داود بن علي بن محمد الكرامي في (بشارة الزائرين، الباحثين في الصالحين): "ومنهم الشيخ سيدي يحيى بن سيدي سعيد المتقدم الذكر، قام مقام والده في العلم والدين، وله تصانيف عديدة، منها (تحصيل المنافع، في شرح الدرر اللوامع، على أصل مقرإ الإمام نافع)، و (منظوم الأخبار)، و (أخبار الزمان)، و (شرح التلقين)، و (سلوة الواعظ)، وغير ذلك، كُلُّ كتاب من تواليفه يستحق أن يكتب بماء الذهب، لما احتووا عليه من العجائب والغرائب، سيما (أخبار الزمان)، و (منظوم الأخبار)، نفعنا الله بعلومه وولايته آمين. توفي رحمه الله عام متم تسعمائة ودفن عند والده كما قدمنا" انتهى كلام صاحب (بشارة الزائرين). وقد ترجم أيضا في: - (وفيات الرسموكي، ص: 28، ت: 125)، - (مناقب البعقيلي، ص: 19)، - (طبقات الحضيكي، بتحقيق بومزكو: 2/613، ت: 802)، - (المعسول: 7/25)، - (سوس العالمة، ص: 178)، - (رجالات العلم العربي في سوس، ص: 15)، - الأعلام للزركلي: 8/148)، - (معجم المؤلفين: 13/199)، الكتاب (تحصيل المنافع، على الدرر اللوامع...)، حققه الأستاذ الحسن طالبون ضمن أطروحته الجامعية التي حصل بها على شهادة الماجستير من (دار الحديث الحسنية) بالرباط، ونوقشت شهر يونيو 1995م. والكتاب بتحقيق الأستاذ المذكور مطبوع في جزءين: الجزء الأول الخاص بالدراسة صدر 1996م عن (المطبعة والوراقة الوطنية) بمراكش. ثم صدر بعد ذلك الجزء الثاني الذي تناول فيه نص الكتاب المحقق.