لعل هذا الكتاب من أجلّ ما ألف الشيخ العلامة محدث عصره الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله تعالى جمع في هذا الجزء الثاني ما اتم به على الأول مما هو ضروري لمعرفة احكام الدين فكان به ما زاد على الواجب معرفته على كل مكلف من امور دينه من العبادات و احكام المعاملات من بيع و شراء و احكام النكاح و معاصي الجوارح (اليد و اللسان و البدن...) و ختمه بباب التوبة. و مما لا بد ذكره هنا من الشيخ رحمه الله تعالى كان على مذهب الامام الشافعي رحمه الله و تلاحظ أن كثيرا من المسائل الشرعية و لا سيما التي شذ بمخالفتها بعض ادعياء العلم في عصره و قبل عصره أمثال ابن تيمية الحراني و الضال محمد بن عبد الوهاب ، كان يستدل باقوال العلماء المعتبرين من الشافعية و المذاهب الثلاثة الاخرى ليبطل شذوذ الشاذين أهل الزغي و الضال ..... و مما يلاحظ ايضا تطرقه الى مسائل معاصرة و متداولة في هذا الزمان ... بين فيها رأي الشرع بميزان الشرع بالادلة النقلية الثابتة والعقلية القاطعة ..... فكان هذا الكتاب متمما لجزئه الأول الذي تحدث فيه عن امور الاعتقاد و اسهب فيها لما عم البلاء من الجهل بأمور الدين و اتبعها باحكام العبادات .... نسأل الله تعالى أن يجزي هذا السلطان الكبير عبد الله الهرري الحبشي عنا و عن المسلمين كل خير و الحمد لله رب العالمين

في هذا الكاتب القيم يورد المؤلف بالادلة النقلية من الكتاب و السنة و اجماع علماء الامة على جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه و سلم مدعما كلامه بأحداث واقعية حصلت بها البركة و الاستشفاء بآثاره صلى الله عليه و سلم معززا باسماء الاشخاص و الحوادث .... بالاضافة الى صورة علية الجودة لبعض آثار المصطفى صلى الله عليه و سلم و أماكن تواجدها و السند في اثبات نسبتها الى النبي عليه الصلاة و السلام ....