نظرة عامة لمؤلفات أمين معلوف
- 17/04/2008
اختط معلوف لنفسه خطاً فريداً يندر أن نجد له مثيل. القارىء لا يستمتع فقط بحبكة روائية جميلة، بل أيضاً يقدم له الكاتب زاداً ثقافياً ممتعاً بسرده التاريخي الآسر والحكمة الذكية التي يبثها أبطال رواياته. قرأت أغلب أعمال معلوف وبإمكاني تقسيمها لثلاث مستويات: تبرز في المستوى الأول رواية ليون الافريقي التي تبدأ بسقوط الأندلس في القرن الميلادي الخامس عشر والتشتت بين المغرب ومصر وإيطاليا. وبنفس المستوى تقريباً نجد عملاً مهماً وهو الحروب الصليبية كما رآها العرب وهو عبارة عن مجموعة قصص متتابعة تحكي واقع الحروب الصليبية في المنطقة بداية من القرن الثاني عشر. أيضاً هناك روايتي سمرقند وحدائق النور حيث تحكي الأولى سيرة عمر الخيام في بلاد فارس خلال القرن الحادي عشر بينما تحكي الثانية سيرة الفيلسوف/النبي ماني وعلاقته بأباطرة الساسانيين خلال القرن الثالث. في المستوى الثاني نجد روايات تدور أحداثها بشكل أو بآخر حول لبنان ومنها رواية صخرة طانيوس التي تحكي عن إحدى شخصيات جبل لبنان في القرن التاسع عشر وأيضاً رواية رحلة بالدسار الباحث عن أسرار نهاية العالم في القرن السابع عشر، من لبنان إلى اسطنبول ومن جنوى إلى لندن. أيضاً نجد عملاً آخر وهو البدايات يتحدث فيه معلوف عن سيرة عائلته منذ القرن التاسع عشر حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. أخيراً نجد رواية موانىء المشرق وبطلها ذي الأصول التركية المقيم في بيروت خلال القرن المنصرم. وفي المستوى الثالث وهو الأضعف تأتي رواية القرن الأول بعد بياتريس والتي يتحدث فيها هذه المرة عن المستقبل بخلاف أعماله السابقة والتي أرى انه لم يكن موفقاً فيها.