تاريخ النشر: 31/12/2009
الناشر: خاص-خيرية عبد الرحمن محمد
نبذة نيل وفرات:"خمارك بحماري" رواية خطتها الكاتبة السعودية "خيرية السيف"، ارتكزت فيها على السخرية وعلى نقد جذري لواقع الحال الذي تعيش تحت وطأته مختلف الشعوب العربية وبالأخص الإسلامية، فنقلت لنا صوراً متعددة من الحياة السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية من خلال شخصية بطل الرواية "سلامة" الذي أغلق على نفسه الباب بالمفتاح وتناول ...جهاز التحكم عن بعد الخاص بجهاز الاستقبال الفصائي ليشاهد قناة مجانية واقعية حرة (واقع سات) لتبدأ المذيعة بالترحيب بالمشاهدين:
"- أهلاً حبيبات ألبي، مرسي كتير حبيبة ألبي سهير، متل مانتو شايفين الأوضاع في العراق متل ما هيي قتل وتفجير. - هيدا مواطن عراقي بدنا نسألوه: - دخلك شو رأيك بالأوضاع في العراق؟ - والله يا عيني، أروح لتش فدوة ما أقدر أحشي شي. - يي ليش ما عم تئذر؟ - أنا خايف صدام يرجع مرة ثانية للحكم وتروح كل مقابلاتكم هذي للمخابرات والدوائر الحزبية، ونروح بيها".
ثم ضغط سلامة على علامة (+) في جهاز التحكم عن بعد (الريموت كنترول): ليبدأ بمشاهدة برنامج ديني: - السلام عليكم يا شيخ، ما حكم تشقير الحواجب إذا كان نتفها حرام؟ - أما برنامج الطب النفسي (مش كل المشاكل مشاكل): "- يا دكتور أنا تعبان، أحس ألم في بطني. - بطنك أم باطن نفسك؟ - لا يا دكتور أنا فيني نفس وأنت طبيب نفسي. - من قال لك إن فيك نفس؟ - المطوع الذي قرأ علي. - وكيف عرف؟ - حس إنه فيني نفس من أول تفلة. - بالفعل إنت علاجك تفلة، نأخذ اتصال آخر، ألو مرحباً...".
تتضمن هذه الرواية مشاهد متعددة عنونتها الكاتبة بالترتيب من "المشهد الأول وصولاً إلى المشهد الثاني عشر" لتعكس لنا صوراً متعددة لتركيبات إنسانية أفرزتها - تركيبة اجتماعية - دينية جامدة، تعبر عن بنى ذهنية ما زالت مقيدة بثقافة جاهزة سلفاً رغم التطور الذي واكب الحياة البشرية ولكن للأسف الذهنية الفكرية والاجتماعية والدينية ما زالت هي من يرسم حياة هؤلاء الأفراد ويحدد لهم ماذا يفعلون.
"خمارك بحماري" شهادة جديدة على اجتهاد كاتبة روائية موهوبة استطاعت أن تقتحم بجرأة بالغة واقعاً هشاً، أرقها، فكتبت عنه بأمانة وبحس نقدي جذري للواقع وتعليق عليه، لتكشف للقارئ الزيف الذي ترتهن له مجتمعاتنا العربية من دون التفكير لحظة واحدة بماهية الدين الإسلامي الذي هو دين انفتاح على الآخر وليس الدخول في غياهب الخرافات والأساطير. وهكذا نرى أديبتنا دائماً، تجدد في عملها، وتأتي بجديده واضحاً وكثيفاً ونوعياً في آن. إقرأ المزيد