آداب الحوار وقواعد الإختلاف
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:ابتلي العالم الإسلامي بفتن كثيرة ، وتعددت مسمياتها ، وأطلقوا عليها : (أصولية - تطرف - إرهاب ... وغيرها) . إلا أنها كلها تعبر عن مفهوم واحد هو : الغلو والتفسير الناقص للنصوص ، وإطلاق هذه التسميات على المؤمنين دون بصيرة وروية ، فاستسهل أقوام قذف المسلمين بالبدعة
والكفر والشرك والجهل ...في أمور خلافية ليست محلا لأي من هذه الأوصاف ، بل ليست محلا للتخطئة والتجهيل ، فكيف بالتبديع والتكفير ؟ !! . إذ إن الكثير من هذه الأمور الخلافية سبقهم إليها أئمة من ذوي الرواية والروية ، ولا ينبغي أن يعيب مقلد على مقلد ولا مجتهد على مجتهد . ذلك أن سر خلود الإسلام هو الاختلاف المحمود الذي سيرد تفصيله . وإن الداء الأكبر الذي استشرى في زماننا ، وأدى إلى ظهور كل هذه التناقضات هو غياب فريضة الحوار التي أرى أنها أولى الأولويات وأهم المهمات . فقواعد الحوار والاختلاف وضوابطه هي العاصم للمتحاورين من الغلو وشتم الآخرين إن كان الحق هو الرائد والمطلوب . أما إذا كان الخلاف انتصارا لأهواء سياسية وتعصبا أعمى ، فهذا أمر لا ينفع معه قواعد ولا ضوابط ، إذ إن الهوى ليس له ضوابط ولا موازين ، ولذلك حذرنا المولى عز وجل من اتباع الهوى فقال سبحانه وتعالى : (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) [القصص
[٥٠ : ٥ إن البناء الفقهي الإسلامي العظيم لم ينشأ من فراغ ، وإنما نشأ عن مناهج وأسس وضوابط وموازين علمية دقيقة اتبعها أصحاب المذاهب في الاستنباط والاستخراج . لذلك فإن غياب هذه الأسس والمناهج في الحوار والاختلاف أوقعنا فيما نحن فيه . ولا أحسب أن هذه الموضوعات نالت حظا وافرا من الاهتمام والتعليم سواء في المدارس أو
الجامعات ، مما جعل حوار المتعالمين كحوار الطرشان ، ونشأ عن ذلك ما نراه اليوم من فتن وتيارات مختلفة متنافرة ، فقد يختلفون حيث لا اختلاف ، وقد ينزلقون وهم يعتقدون أنهم مصلحون ، وإنما هم في الواقع يفسدون ، كما قال الله تعالى في أمثالهم : (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا : إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا
[ يشعرون) [البقرة : ١١ سدد الله القول ، وأصلح النية ، وحقق الآمال ، والحمد لله في البدء والختام ، وصلى الله على سيد الأنام وعلى آله صحبه وسلم . إقرأ المزيد