تاريخ النشر: 24/07/2008
الناشر: خاص-تركي الزميلي
نبذة المؤلف:تُمثل هذه المجموعة الشعرية (مدد) نمطاً خاصاً من الإبداع في المشهد الشعري السعودي. وإذا كانت المدونة الشعرية في الجزيرة العربية قد شهدتْ في تسعينات القرن المنصرم ولادة 'تضاريس' للشاعر محمد الثبيتي، ومثلت حينها صدمةً شعريةً كبيرة رافقت جدلَ الحداثة والتراث في السعودية، وكانت علامة شعرية واسمةً لا تنسى؛ فإن ديوان ...'مدد' الذي نقدم هذه اللمحة عنه ربما يمثل في المشهد الشعري الحالي علامةً أخرى فارقة، تُبرز صوتاً منفرداً في لغته وصوره، وعميقاً صادماً في رؤاه وأفكاره، يتشكل نسيجُه عبر التحام بارع بين السرد والشعر، في نصوص شديدة التكثيف، ولكنها نافذةُ الإيقاع والجرس، تجمع بين حياكة السرد، وتعدد الأصوات، وكثافة اللغة والصورة، وفُجاءة الانتقالات والنهايات. إن صفحات هذا الديوان تضع أمام المتلقين في كل مرة نصاً شديد الغنى، مليئاً بالمفارقات والإشارات الرمزية، متعدد الآفاق والأبعاد، متخمةً صوره ومفرداته بالعوالم والإيحاءات يحملها منذ البداية العنوان (مدد)، الذي يفرش في الخيال ظلالاً صوفية، ثم لا يبرح أن ينكشف عند القراءة عن تصوف ضد التصوف المنزوي المهادن، يوقد جمراً مشتعلا في كل نص، بل ربما في كل جملة شعرية، مما يجعل من مجموع هذه النصوص فضاءً فريداً، متقداً بالجمال اللاهب، يشتعل رفضاً عميقاً ومأساوياً ضد سوداوية الاستسلام والكبت والتقييد والهزال في حياة الإنسان، متشائماً أحياناً إلى درجة التفتت والتلاشي، إلا أنه يستعيد انبعاثه أو يبنيه كانبلاج النهار.
ولا يمكن أخيراً إغفال متعة الاستماع إلى نصوص المجموعة التي اختيرت لتكون مسجلةً على الأسطوانة الصوتية، حيث أداها الشاعر بصوته وإحساسه، فحملت في ثنايا النبرات أجواءً خاصةً، تكاد تستعيد لحظة الكتابة، وتحمل المتلقي حين ينسجم مع الصوت المتدفق إلى أجواء النصوص الداخلية، فيشارك في كتابتها من جديد. وأي قيمة لشعر لا يعيش ولادته المتعددة مع كل قارئ يدلف إلى عالمه. إقرأ المزيد