تاريخ النشر: 17/05/2018
الناشر: دار مدارك للنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:وكأن المؤلف يوجه كتابه لإبنته ... " والمعنى في قلب الشاعر " .. فهو يريد أن يحدثها عن آلام تعتمل في نفسه جراء ما تشهده مصر من تناقضات تعيشها في واقعها الإجتماعي .. السياسي .. الصناعي .. فمصر ما زالت تعيش ماضٍ يحمل في طياته عادات وتقاليد .. شعارات ...وأولويات .. بينما هي وعلى المقلب الثاني تعيش في واقعها المدني حضارة الغرب بكل مقوماتها التقنية والنهدسية والصناعية ... وتلك الحالة .. وذلك الواقع هو ما دعى المؤلف أن يطلق انفصام الشخصية .. وطالما الحديث عن مصر .. فلا بد أن تكون مصر هي التي تعاني من ذلك الإنفصام . يتوجه المؤلف في البداية في حديثه إلى إبنته في محاولة التقريب صورة الواقع المصري " شكلياً " فيقول : " إبنتي الغالية ، حبيبتي رجود .. طالما شاهدنا معاً برامج عالم الحيوان ، رأينا كيف تتناقل هذه الكائنات خبراتها ، كلٌ بطريقته ، من جيل إلى جيل ، المعرفة كنز الحياة الأكبر ، والبناء عليها ، وتمحيصها ، مهمتنا الأعظم نفعاً . في هذا الكتاب أشارك معك ما توفر لي من هذه المعرفة ، على قدر علمي ، وفي حدود إدراكي ، لأرد لك بعضاً مما تعلمته منك ، وهو أكبر من أن يوفّى وبعد .. أعرف أن هذه المقدمة قد تبدو غريبة لكتاب يتحدث عن " شخصية مصر " . لكنها تمهيد لا بد منه لفهم المدخل الذي اخترته للبحث في هذه الشخصية . شخصية المجتمع تتأثر بأكثر من عامل ، العامل المحوري الذي أعتقد أن كل العوامل الأخرى تبني علاقتها به هو النشاط الإنتاجي لهذا المجتمع . ماذا يفعل هذا المجتمع للحصول على الطاقة اللازمة لكي يحي ويستمر . في رأيي هذا قانون الكون نفسه [ ... ] من فكرة الطاقة ينطلق المؤلف في مقدمته هذه لتشخيص التطور الذي شمل الكون ، والذي جاء نتيجة لتراكمات معرفية .. ويخلص إلى القول .. " وفي كل ما سبق ، وفي كل ما سيأتي حتى عصرنا الحالي كانت المعرفة بمعناها الواسع هي الأساس ، المعرفة أدت إلى خلق نشاطات جديدة ، والنشاطات الجديدة تطلبت مزيداً من المعرفة ، يصح ذلك على التاريخ كله ، لكنه يصح بدرجة أكبر على التاريخ المعاصر الذي نعيشه .. إن القفزة المعرفية التي جازتها أمم في القرون الأخيرة ، ونتجت عن الثورة الصناعية ، ثم ثورة الإتصالات ، قفزة تفوق كل ما سبق في تاريخ البشر ، محدثة فجوة في المعرفة المجتمعية ، وفي قوة المجتمعات ، تفوق كل ما سبق في تاريخ البشر ... " ويخلص إلى القول في محاولة لبيان الرابط بين موضوعه المطروح على بساط البحث " إنفصام شخصية مصر " ، وبين ما ساقه بالقول : " هذا المهم ، هذا ما يدفعني إلى إنتاج كتاب كهذا ، ليس المقصد منه جدلاً نظرياً جامداً ، بل هو سرد بسيط بقدر الإمكان غرضه التأكيد على التلاصق اللصيق بين أوجه المجتمع المختلفة . نشاطه الإنتاجي ، وعقيدته الدينية ، وأخلاقه الإجتماعية .. إن تنافر هؤلاء ، حدث ما يحدث للنفس البشرية حين تتنافر مكوناتها الأساسية ، حين لا تسير متسقة متناغمة ، في علم النفس نسمي هذا " فصام الشخصية " وباللغة الشائعة نقول : " إنفصام الشخصية " . هذا الكتاب إسمه " إنفصام شخصية مصر " ( ... ) . إقرأ المزيد