المغرب العربي "تعثر الأنتقال الديمقراطي وصعوبات أقتصادية حصيلة 2016 - 2017م - (دراسات 28)
(0)    
المرتبة: 281,724
تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تواجه أقطارُ المغرب العربي صعوباتٍ إقتصاديةً اختلفت أصولها ومظاهرها وحِدَّتُها من قطر إلى آخر، وقد تزامن ذلك مع أوضاع سياسية وإجتماعية متباينة؛ وذلك بفعل عقود من السياسات والتحديات الداخلية والإقليمية التي انعكست على بنى النظام السياسي والإقتصادي لهذه الأقطار.
وهذه الصعوبات الإقتصادية تربك الإنتقال الديمقراطي الذي تشهده منطقة شمال أفريقيا ...عموماً، والمغرب العربي على وجه الخصوص، وقد انطلق مسار التحول الديمقراطي في بعض هذه البلدان مع إندلاع الثورات العربية سنة 2011م، لكنه في بعضها الآخر يُعد إستمراراً لتحولات عميقة على طريق الديمقراطية منذ ما قبل ذلك.
ومع ما اعترى الأوضاع السياسية في مختلف دول المغرب العربي سنة 2016م ومطلع 2017م من إرباكات، تمثلت بعض صورها في شكل إنعدام إستقرار حكومي (خاصة تونس والجزائر، والمغرب إلى حد ما)، إلا انها في النهاية اتسمت بنوع من الإستمرارية التي تؤكد بصورة أو بأخرى إستقراراً سياسياً عاماً، وهو أمر ينطبق على أغلب بلدان المغرب العربي بإستثناء الوضع الليبي؛ الذي ظل في حالة جمود ومأزق سياسي متمثل في تقاسم السلطة من قِبل ثلاث حكومات متعارضة بعضها مع بعض، ومتنازعة على الشرعية.
إن هذا الإستقرار العام لم يخلُ من وجود إحتجاجات إجتماعية في معظم البلدان المعنية بهذا التقرير، وخاصة في كل من تونس والجزائر؛ وذلك بسبب إستمرار تراجُع موارد الدولة؛ بسبب إنخفاض أسعار المحروقات في الأسواق الدولية (بالنسبة إلى الجزائر)، وبسبب تراكم المشكلات الإقتصادية العامة منذ أحداث الثورة (بالنسبة إلى تونس وليبيا)، اما المغرب فأحداث "الحسيمة" تبيِّن معاناة المناطق الداخلية من التهميش والإهمال المتراكم، التي ما انفكت تفجر الإضطرابات في معظم أقطار المغرب، وهو أمر يذكِّر بسيدي بوزيد في تونس، أو منطقة القبائل في الجزائر.
ولعل العمليات الإرهابية التي تحدث بين حين وآخر تُعد من أسباب الصعوبات الإقتصادية في بعض أقطار المغرب (تونس...)، وتُعد تلك العمليات من العوامل غير المباشرة التي تسبب مزيداً من المتاعب الإقتصادية.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد تراجعت ظاهرة الإرهاب في المغرب العربي، بما في ذلك ليبيا، وإن استمر الوضع في هذا القطر الأخير الذي يتسم بعدم الإستقرار السياسي والأمني؛ فقد حُررت المدن التي سيطر عليها داعش؛ إلا أن إعادة إنتشار مقاتليه في صحراء ليبيا، واستهدافها لبعض المناطق والبلدات هنا وهناك تنبئ بأن خطرها لا يزال قائماً.
وتبقى موريتانيا أكثر الأقطار التي تبدو أنها نجت إلى حد ما - في السنوات الأخيرة - من ظاهرة الإرهاب، كما أن الحرب الإستباقية التي تقوم بها قوى الأمن المغربي حققت نتائج إيجابية، وهو ما جعلها منطقة مستعصية على مخططات الجماعات المتطرِّفة، وفي الجزائر: نجحت قوى الجيش في الحد من العمليات التي كانت تستهدِف البلاد، وبدت الجزائر من أكثر الأقطار خبرةً في مجال مكافحة الإرهاب.
ويحاول كُتّاب هذا التقرير - من موريتانيا والمغرب وتونس - إستعراض أوضاع أقطار المغرب العربي السياسية والإقتصادية والأمنية، وكان مركز الملك فيصل قد نشر مؤخراً دراسةً ضافيةً عن الأزمة الليبية، ولذلك لم تُدرَج دراسات عن الوضع في ليبيا ضمن هذا الملف. إقرأ المزيد