تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار مدارك للنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:على مدى ربع قرن ومن خلال تسعة عناوين تعددت طبعاتها، وبدءاً بتوفيق الحكيم ومروراً بنجيب محفوظ وإنتهاءً بعبد الرحمن منيف وحنا مينه، تخصص جورج طرابيشي في نقد الرواية وكان له السبق في الثقافة العربية إلى توظيف المنهج التحليلي النفسي في فهم الفن الأكثر تعبيراً عن غياب النفس البشرية الذي هو ...الفن الروائي، بدون أن يكون أسيراً لحرفية ذلك المنهج.
فليس النقد تطبيقاً لمنهج بعينه على النص الروائي، بل النص الروائي هو ما يفرض على الناقد المنهج الذي يتعيَّن عليه أن يتعامل به معه؛ والتحليل النفسي يخضع لهذه القاعدة: فهو ليس برسم التطبيق الجاهز، بل هو بالأحرى برسم إعادة الإختراع وإعادة التأويل بدالّة النص الروائي.
ومع أن النقد هو بالتعريف كلام ثانٍ على كلام أول حسب تعبير أبي حيان التوحيدي، فإن النقد الروائي، مهماً التزم بالمنهجية، لا يستمدّ مصداقيته إلا بقدر ما يكون بدوره إبداعياً، لا تطبيقياً خالصاً.
حصاد ربع قرن من موسم الهجرة هذا إلى نقد الرواية تقدمه دار المدارك في ثلاثة أجزاء.
فأكثر ما يميّز هذا الجزء الثاني من الأعمال النقدية الكاملة هو تعدد المقاربات المنهجية للنصوص الروائي والقصصية، فالنقد الأدبي أشبه ما يكون بالعملية التربوية: فكما يجوز القول إننا لسنا نحن الذين نربي أولادنا بل هم بالأحرى من يعلموننا كيف نربيهم معاً لشخصية كل واحد منهم، كذلك إن كل نص روائي يفرض على ناقده المنهج الذي يتعيَّن عليه أن يقاربه به؛ وحتى في حال غلبة منهج نقدي بعينه، وهو هنا المنهج التحليلي النفسي، فإن خصوبته تبقى مرهونة بتكييفه وإعادة تأويله هو نفسه بدالّة النص الروائي.
من النصوص المدروسة في هذا الجزء الثاني من الأعمال النقدية الكاملة روايات لنوال السعداوي وعبد الرحمن منيف ونجيب محفوظ وفتحي غانم، فضلاً عن مقاربة شاملة لكتابات إبراهيم المازني وتوفيق الحكيم وسهيل إدريس من منظور العقدة الأوديبية، وجدلية الرجولة والأنوثة المسقطة على الإيديولوجيا، والتصور الجنسوي للعالم والتاريخ.
أما الجزء الثالث والأخير فهيمنت أربعة وجوه روائية: الجزائري محمد ديب والسوري حنا مينه والمصرية نوال السعداوي والمغربي مبارك ربيع؛ ويكاد يكون الجامع المشترك بين هؤلاء الأربعة، على تعدد إنتماءاتهم القطرية، وعلى التباين الزمني الكبير لتاريخ كتابة أعمالهم الروائية فضلاً عن التباين الأكبر في رؤاهم الإيديولوجية، هو عبادة الرجولة والإسترجال ورهاب الأنوثة والتأنث.
ومن هنا، تحديداً فرض المنهج التحليلي النفسي نفسه فرضاً شاملاً، وإن يكن إختراق كبير لهذا المنهج قد إقتضاه الدلوف إلى مجاهل تلك الرواية التي تحمل كعنوان اسم "بدر زمانه" لمبارك ربيع، والتي اقتضى تحليلها تجاوز الشبكة الفرويدية للتفسير إلى ما بعدها من فتوحات علم النفس الذي هو قيد إغناء وتجاوز دائمين لمعطياته.
وعلى هذا النحو تتأكد مرة أخرى صحة القاعدة التي ألزم بها الناقد نفسه: ليس في النقد الأدبي مفتاح كليّ يفتح الأقفال جميعها، ولو كان بمثل خصوبة وشمولية المنهج التحليلي النفسي الذي تبقى ميزته الكبرى على غيره من المناهج قدرته على النفاذ إلى العقدة النووية اللاشعورية التي تتحكم بالبنية الفوقية الإيديولوجية المعلنة إن لم يكن للكاتب نفسه، فعلى كل حال لبطله الروائي.
مع هذا الجزء تنتهي رحلة جورج طرابيشي على مدى ربع قرن مع نحو من تسعين رواية ومجموعة قصصية عربية. إقرأ المزيد