قبيلة تدعى سارة - يوميات أنثى سعودية حرة
(0)    
المرتبة: 179,017
تاريخ النشر: 14/01/2013
الناشر: دار مدارك للنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:جلست على الكرسي، اختنقت وبكيت...! لم يكن أحد حولي، مددت يدي إلى كأس عصير البرتقال، وبعد رشفة واحدة بكبت مرة أخرى...! رن هاتفي الخلوي الموضوع على الطاولة، نظرت إلى الإسم، وبكبت مرة أخرى، كانت سلمى تريدين أن أخرج معها، وتذكرت أنني أبكى فتوقفت عن البكاء...! تحدثت معها وأنا أفتح ...شفتيّ يا صبعي، أخشى أن تشعر أن كلماتي تمطر في أذنها، ولم أكن أريد لسلمى أن تكتشف أنني بكيت اليوم أكثر مما أحتاج إليه لعام!...
خرج صوت سلمى مبحوحاً، لم تنتبه أن صوتي قد نقد وطنه، طارت العصافير من أكمام قميصي، وبدا فستاني قصيراً أكثر من اللازم، تحدثت دون وعي مني ورجتني ان أخرج معها، لبست معطفي الجديد الذي أحضرته لي أختي الكبرى التي عادت من سفرها قبل أسبوع، ولم أكن في حياتي فتاة مخطوطة بالهدايا... جاءت سلمى ومن بعيد لوحت لها، وانا أحاول أن أدعك إبتسامتي الموعودة، وما إن رأيتها حتى أدركت أنها مصابة بالرشح، مدت يديها وهي ترتدي قفازات جلدية، وقالت: حاول أن تبتعدي عني حتى لا يعاودك الرشح!...
في الطريق تحدثت سلمى عن أشياء كثيرة، كانت قد شاهدتها في رحلتها الاخيرة مع والدتها، حكت بكثير من الطمأنينة عنها، لم تأت بسيرة أخرى، بل قصت حكايات عن البيت الذي رأته في المدينة، والتقطت له صوراً كثيرة، وشعرت أنه سبق لروحها أن سكنت هذا المكان! كنت أستمع إلى سلمى وهي تتحدث بهدوء سببه مرضها، وتساءلت: ألم تعرف أنني كنت أبكي؟ ألم تلاحظ أن صوتي مختوق، وأن السماء أمطرت وأرعدت؟ ألهذه الدرجة سلمى مشغولة عني؟!... قالت كلامها دفعة واحدة، لم تأخذ نفساً واحداً، قضت عليّ وعلى ألمي، ووجدتني أصمتي بالمعطف الجديد الذي اشترته لي أختي نبرّة وابتسمت لها.
دفعت يدها تجاهي، اقتربت مني، حتى أصبحت في مواجهتي، دفعتها عني وأنا تغمرني كل زهور عباد الشمس، قلت لها: لا أريد ان أمرض؟ ضحكت وركضت، لحقتني سلمى، وطاردتني، وفي البعيد سقطت على العشب، وسقطت هي بجانبي، ضحكنا أكثر، وفجأة قالت لي: كنت أعرف أنك تبكين منذ ليلة البارحة، وقررت اليوم أن أعبر وطنك لأعيد إلى معطفك كل العصافير التي ظننتها قد ماتت، أو سافرت بعيداً عن شرفتك".
سارة تلك الفتاة الباحثة عن نفسها ما زال لديها الأمل في العثور عليها... في فهمها من خلال تدوينها لسيرة مشاعرها اليومية... هي ضائعة في خضم حياة تتلون بألوان شتى... وبتعاريف شتى... تحاول سارة أن تميز لونها فلا تستطيع، وأن تجد تعريفاً واحداً يناسب هويتها فلا تجد أي تعريف يطابقها كم تشتهي، او كما ينبغي... لا تعرف ماذا تريد... إنها سيرة سارة... بل هي سيرة قبيلة تدعى سارة، لانها تشبه في سيرتها سارات أخريات... وحتى إن لم يكن اسم أحداهن... سارة!!. إقرأ المزيد