فقه الموازنات بين النظرية والتطبيق
تاريخ النشر: 01/09/2002
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:إن من مزايا الشريعة الإسلامية الاستمرارية وبأنها تصلح لكل زمان ومكان. ومن أبرز هذه المزايا قضية التجديد المؤكدة بقوله (صلى الله عليه وسلم) "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة من يجدد لها دينها" وليس بالضرورة أن يكون فرداً، بل يكون جماعة. وأما مجاله فأما أن يكون ...في الثقافة أو في التربية أو في السياسة أو في الكل معاً ومكاناً. وهذا التجديد هو الواقع الذي يعيشه المرتبط بمدرسة الفقه الذي هو من قوائم الشريعة. ولقد قسم العلماء الفقه إلى أنواع، والنوع الهام الذي هو موضع البحث في هذا الكتاب هو ما يتعلق بالتجديد، فسماه العلماء بمصطلحات كثيرة منها: فقه الحال وفقه النوازل وفقه الواقع وفقه النفس.
وارتبطت هذه المصطلحات بمقاصد الشريعة برابط الموازنة، وهذا ما أكده الإمام الشاطبي في موافقاته يقول: "فالمصالح والمفاسد الراجعة إلى الدنيا، إنما تفهم على مقتضى ما غلب، فإذا كان الغالب جهة المصلحة فهي المصلحة المفهومة عرفاً، وإذا غلبت الجهة الأخرى فهي المفسدة عرفاً، ولذلك كان الفعل ذو الوجهين منسوباً إلى الجهة الراجحة، فإن رجحت المصلحة فمطلوب، ويقال فيه انه المصلحة، وإذ غلبت جهة المفسدة فمهروب عنه، ويقال: انه مفسدة على ما جرت به العادات في مثله". وهذه المصحلة المحققة هي التي لم يشهد الشرع لا بإلغائها ولا باعتبارها والتي من شروطها أن تكون ملائمة لمقاصد الشارع، وأن تكون معقولة في ذاتها، وأن تكون عاقه للناس في وضع الحكم بسببها، وللمصلحة سلم أولويات يبدأ بالضروريات ثم التحسينات التي هي جميعها مدار مصالح العباد.
إن عملية الموازنة بين المصالح والمفاسد يطرأ عليها تعديل في الحكم لارتباطها بأحكام أخرى، منها ما يتعلق بالسياسة الشرعية وسد الذرائع، أو حكم الضرورة باعتبار الشريعة جاءت للسير ودفع الضرر. وتبقى أخيراً مسألة التأصيل والتعقيد لهذا العلم، وهذا ما يؤهله لأن يكون علماً قائماً ينظم كل سلوك ممكن فردياً كان أو جماعياً، دعوياً كان أو سياسياً أو اجتماعياً متداولاً بين الناس ولأهمية هذا الأصل وحاجته تم إعداد هذا البحث الذي هو رسالة علمية لنيل درجة الماجستير، وذلك لأن ثمة علاقات أو مواقف لا روابط بينها ثم ان هذا الموضوع المطروح للبحث هو إعادة النظر في مفاهيم سابقة، فهو ليس بدعا وإنما تطوير لاشراقة معلمة أندلسية ألا وهي مقاصد الشريعة، بل أنه تأسيس لطريقة جديدة في البحث عتمد فهم المقاصد الشرعية والعلمية والتطبيقية التي تتناول إنزال الأحكام طبقاً لهذا الواقع لرفع الحرج وطلب التسير، والتي من أهدافها تحقيق المنفعة ودفع الأذى عن الناس وقد تناول الباحث دراسة هذا الموضوع من جانبين: الجانب الأول: الجانب النظري وما يتفرع عنه من تعريف وإقرار لهذا الموضوع والكشف عن فكرته وعن تاريخه. الجانب الثاني: الجانب التطبيقي ويشمل إنزال الفكرة على الواقع في غالب جوانبه من قضايا تحليلية والمستمدات وعرضها على ميزان فقه الموازنات.نبذة الناشر:كتاب حديث متطور بأسلوبه ومجاله حيث يتناول مبحثاً جديداً في فقه الإسلامي لم يكن معروفاً من قبل وهو- فقه الموازنات- يقول الأستاذ خليل الميس مفتي زحلة والبقاع الذي قدم لهذا الكتاب: ولهذا العنوان ( فقه الموازنات) وصل في منهج وتفكير هذا الشاب، لذلك فقد انطلق في فكره مجدداً في نطاق الفقه ومعاصرة في ميدان الفكر، وقد اقبل على معالجة هذا الموضوع مشمراً عن ساعد الجد، فقد خاض غمار المصنّفات القديمة والحديثة ينظم من شتات القول عقد هذا البحث يوازن بين الاقوال ويقابل الآراء ويرجع بالدليل والاستدلال حتى غدا على يديه مولوداً جديداً يزفه أطروحة علمية نال فيها رتبة الماجستير ، .الكتاب يتألف من خمسة فصول وخاتمة إقرأ المزيد