جامع العلوم في اصطلاحات الفنون الملقب بدستور العلماء
(0)    
المرتبة: 150,983
تاريخ النشر: 01/01/1975
الناشر: شركة الأعلمي للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:"جامع العلوم في اصطلاحات الفنون" هو مرجع هام لقبه المؤلف "بدستور العلماء" وذلك لاحتوائه في طياته على جملة موسوعية من العلوم العقلية والفروع والأصول النقلية، بالإضافة لم حواه من فوائد غريبة ونكات عجيبة، في تحقيقات اصطلاحات العلوم المتناولة، وتدقيقات لغات الكتب المتداولة، وتوضيحات لمقدمات مشكلة على المعلمين، وإشارات إلى ...مسائل مبهمة صعبة على المتعلمين، ساق المؤلف ذلك كله بعبارات واضحة لتيسير الوصول إلى المرام، وبتعبيرات سهلة لئلا يتعسر فهمها على طالب هذه العلوم، وقد تمّ ترتيب ما\ة هذه العلوم ضمن ترتيب أبجدي الحرف الأول مع الثاني باباً لتسهيل الوصول إلى مقصورات المقاصد من الأبواب، ولا يبقى الاحتياج في البحث عن المراد إلى جهد كبير. مع إشارة المؤلف في أثناء بيانه لعلم من العلوم إلى أبحاث شريفة، دون أن يبخل من عنده باعتراضات لطيفة نسوق على ما جاء في طيات هذا الكتاب مثالاً: جاء في باب الألف مع الباء في معنى الأبصار ما يلي: (الأبصار) بالفتح جمع البصر وبالكسر مصدر أبصر في الأبصار ثلاثة مذاهب: 1-مذهب الرياضيين، 2-مذهب جمهور الحكماء الطبيعيين، 3-مذهب بعض الحكماء. أما مذهب الرياضيين فهو أن الأبصار بخروج شعاع من العين على هيئة مخروطية رأسه عند مركز البصر وقاعدته عند سطح المرئي المبصر وحجتهم على الأبصار بالخروج المذكور أن المتوسط بين البصر وما يقابله إذا كان جسماً لطيفاً إلى غير مانع لنفوذ الشعاع فيه فهو لا يحجب البصر عن الرؤية وإذا كان كثيفاً فهو يحجب البصر عن الرؤية وما ذلك إلا كونه شعاعاً من البصر فقد نفذ في الجسم المتوسط ووصل إلى المرئي على التقدير الأول ولم ينفذ في الجسم المتوسط ولم يصل إلى المرئي على التقدير الثاني.
ورد بأن الشعاع إن كان عرضاً امتنع عليه الحركة والانتقال وغن كان جسماً امتنع أن يخرج من أعيننا بل من عين البقة جسم يخرق الأفلاك وينبسط في لحظة إلى نصف كرة العالم إذا طبق الجفن عاد إليها وانعدم، ثم إذا فتحت العين خرج مثله وهكذا. ودفع بأنهم أرادوا بما ذكروا أن المرئي إذا قابل شعاع البصر استعد لأن يفيض على سطحه من المبدء الفياض شعاع يكون ذلك الشعاع قاعدة مخروطة رأسه عند مركز البصر لكنهم سموا حدوث الشعاع بسبب مقابله للتعين بخروج الشعاع عنها إليه مجازاً على قياس تسمية حدوث الضوء فيما يقابل الشمس بخروج الضوء عنها إليه نافهم. وهكذا يمضي المؤلف في بيان ما فصله في معنى الأبصار. وهذا النموذج يبين أن مادة هذا الكتاب هي بالفعل تمثل مجموعة من العلوم العقلية والنقلي تمّ بيانها بتفصيل ووضوح. إقرأ المزيد