تاريخ النشر: 01/07/2002
الناشر: منشورات لامارتينيير
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب الحدث، يفرض نفسه بقوة في مدى الإبداع الإنساني. فهو يطمح إلى توظيف الآثار الفنية المتمثلة بفن التصوير في المجالات الحيوية الدراسية. التي تطمع في إصلاح الخلل البشري الحاصل في مجال البيئة والمجتمع. إنه كتاب يجيد فيه المصور "يان آرتوس- برتران" التعبير من خلال الصور الملتقطة بحذق ...المصور وبإحساس الإنسان الذي يجمّل الصورة فيجعلها تزخر بشتى المعاني، الإنسانية، الاجتماعية، الاقتصادية، البيئية. ينقلك "يان ارتوس" ومن زاوية سماوية تتطلع إلى الأرض بحنان الأم، ينقلك وبالصور إلى مواقع مختلفة من العالم الأرضي الذي يموج بحركة الإنسان والطبيعة، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
صور ملتقطة من شتى أصقاع العالم: من مركز التجارة العالمي في نيويورك الذي تتجلى فيه المشاهد المدنية ومشاهد الكياسة إلى صور المغسلين الحرفيين البدائيين في أبيدجان في ساحل العاج والتي تتجلى فيها صورة التخلف الإنساني. ومن صورة حقول التوليب الرائعة الممزوجة بأروع الألوان والمنظمة بإبداع من خلال تقنيات حديثة إلى صورة فلاحين وفلاحات يعملون بأدوات يدوية بسيطة. من صور شتى للطبيعة ابتداءً بالجزيرة الصغيرة في آلاسكا إلى صورة كاليدونيا الجديدة التي تأخذ شكل القلب والتي تشكلت بيد الطبيعة، إلى صورة خراب ودمار صنعتها همجية الإنسان والمتمثلة في لقطة لمقبرة دباباتٍ عراقية في الصحراء بالقرب من جهرة في العراق. ولقطة أخرى لمنطقة بحرية تأخذ شكل بيوت العنكبوت من فعل يد الإنسان التي شوهت جمال تلك المنطقة من جراء التفتيش والتنقيب عن معادن في قلب تلك المناطق.
وصور وصور تعكس مدى التفاوت الطبقي الهائل بين بني البشر وصور أخرى تثبت قدرة الإنسان على بناء آثار لا تموت. إلا أن هناك من الصور ما يبعد النفس عن هموم البيئة وهمجية الإنسان لتسكن إلى صنعة الخالق وإبداعه في كونه، صور تحمل من الإحساس الإنساني بعظمة الخالق ما لا تترجمه كلمات. وبعبارات أخرى يمكن تلخيص روعة هذا الكتاب المتميز شكلاً ومضموناً. بأنه يحمل سمات علمية منهجية تتيح للدارسين في العلوم الإنسانية، الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مجالاً واسعاً من خلال دراسة الصور التي تم التقاطها من قبل يان آرتوس والتي تمثل ظواهر لا بد من دراستها. والأهم من ذلك أن هذا الكتاب الذي يحفل بتلك اللقطات إنما يمثل عالماً يموج بالألوان وبالحيوية وبالمعاني وأولاً وقبل كل شيء بالإبداع الإنساني الذي يمثل عطاء غير محدود.
وتجدر الإشارة أنه وعندما نشر كتاب "الأرض من السماء" في العام 1999، لقي نجاحاً هائلاً لدى الجمهور، فقد بيع منه بعدما ترجم إلى 19 لغة، أكثر من 1,5 مليون نسخة، كما أن صور "يان أرتوس-برتران" جالت حول العالم عبر معارض كبرى، وصارت تعتبر اليوم صوراً "كلاسيكية". وهذه النسخة هي جديدة، وهي غنية بحوالي عشرين صورة غير منشورة سابقاً بالإضافة إلى ما نشر سابقاً، وبشروحات ميوّمة وبنصوص أعاد النظر فيها كبار الأخصائيين في البيئة، تسهم في تحسيس القارئ بقضايا عصرنا البيئية.
وصاحب هذه الصور الرائعة شكلاً ومعنىً، كان مولعاً منذ صغره بالطبيعة. وقد اكتشف جمال العالم من الجو حين كان على متن منطاد، برفقة زوجته آن، في أثناء تحقيق صحافي حول الأُسود في كينيا عام 1991، أسس وكالة "التيتود" التي هي بمثابة بنك للصور الجوية، فريد من نوعه. وتضم الوكالة مصورين من جميع أنحاء العالم يشاطرونه هذا الشغف. إن يان أرتوس-برتران، بات يتمتع اليوم بسمعة عالية. وقد نشر حوالي 70 كتاباً، وهو يقوم منذ 1995 بعمل أساسي حول حالة العالم.نبذة الناشر:يان أرتوس-برتران يُرافقني في حياتي كناشر، منذ عشرين سنة. وفي العام 1979، أصدرتُ كتابه الأوّل لدى دار هاشيت رياليتي. كان قد عاد، مع زوجته آن، من كينيا حيث عاشا لسنتين، وكان لصوَر الأُسود التي التقطها وقعٌ كبير. ومنذ ذلك الوقت، لم تمرّ سنة واحدة من دون أن ننشر معاً كتاباً أو كتباً عدّة. ولقد شاهدتُ هذا العملاق في العمل والموهبة يتطوَّر، يجوب العالم باستمرار بحثاً عن الناس وعن نفسه.
لا أعرف ما هو النُّضج، لكنني أعرف أنه يصل في هذا الكتاب إلى آخر طريق كرَّس له يان الكثير من ذاته بحيث بات ذلك يستحق الاحترام. عشر سنوات من العمل. مئات الآلاف من الصور الفوتوغرافية والكيلومترات، متنقّلاً من طائرة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر، مستغلاً المناطق الزمنيّة.
ولكن، ما كان لهذا كلّه أي قيمة لولا نظرته، تلك النظرة التي تكتشف دائماً التفصيل الذي يجعل الصورة أفضل، تلك النظرة التي ترى أجمل ما في الإنسان من دون تقديم أي تنازل، النظرة التي لا مفرّ من الإجماع على سخائها.
ولكن لا نُسىء الظنَّ، فهذا الكتاب ليس سلسلة متوالية من الصور. بل هو شهادة، وأثرٌ فنّي، شهادة مواطن من العالم يُريد أن يعرض، في مطلع الألفية الثالثة، رؤيته للأرض، وجمالها كما لانحرافاتها.
وخلف الحماسة، هناك القلق، القلق ازاء تحوّل هذا الكوكب العالق بين ديموغرافيّته وتصنيعه. وتُشكّل النصوص التي تُرافق صوره هذه طباقاً مصاحباً لرؤية للأرض ينقلها بشكل باهر، وهي نُصوص واقعيّة تحكي حالة كوكبنا في الوقت الحاضر.
ولكن حذار، فهذا الكتاب والمعارض التي تُرافقه حول العالم كلّه تقريباً، ليست غاية في ذاتها. إنها البداية ليس إلاّ. فكل موضوع استطاع يان أرتوس-برتران عرضه منذ عشرين سنة، عرف دائماً كيف يتعمّق فيه، من الأُسود التي لاحقها طيلة سنتين إلى المواشي التي ما انفكّ يتبعها سنةً بعد سنة. فمواضيعه تندرج على الدوام في إطار الاستمرارية.
لقد أصبح كتاب "الأرض... من السماء"، منذ صدوره، ظاهرة فريدة في تاريخ الكتب المصوّرة، ذاك أنّ مبيعاته ستتجاوز قريباً المليوني نسخة، وطبعاته باتت بعشرين لغة مختلفة.
أما المعرض المجاني الذي بدأ على السور المشبّك لحديقة لوكسمبورغ، فقد انتقل لاحقاً إلى عدد لا يُحصى من المدن والبلدان، ولا شك في أن عدد الذين ارتادوه حتى اليوم تخطّى العشرة ملايين زائر.
ومن دون أن تصيبه النشوة أمام هذا النجاح الهائل، يواصل يان بهمّة اليوم الأوّل بحثه الدؤوب عن الكمال. ينبغي أن يكون لكلّ كلمة معناها، وأن تشهد كلّ صورة على المزيد باستمرار. من هذا المنظور، تمّ تيويم جميع نصوص هذا الطبعة الجديدة وشروحاتها. لقد التقط يانُ الأرض ليُحسِن إفهامها للغير ومشاركتها مع ساكنيها. إقرأ المزيد