درب الأشواك، حماس.. الإنتفاضة.. السلطة
(0)    
المرتبة: 36,004
تاريخ النشر: 01/06/2002
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن إنسانية الإنسان لا يمكنها أن تتحقق إلا من خلال اختراقه لكل المعوقات التي تفرض نفسها عليه، لكن المفارقة العجيبة التي ترتكز إلى أرضية تراجيدية بائنة وذلك من واقع القضية الفلسطينية، إن الفلسطيني لا يملك من مقومات المقاومة شيئاً، في الوقت الذي يمتلك فيه عدوه كل شيء وبلا حدود، ...إنه صراع الحضارات، وقد كتب على الفلسطيني في هذه المرحلة أن يدافع عن أقدس حضارة في التاريخ، كما كتب على العرب أن يكونوا أكثر الأمم تخلفاً وتخلياً عن كل مقدساتهم، وأن يقف الغرب بكل طاقاته وإمكانياته إلى جانب العدو الإسرائيلي، مستثمراً كل ما يمتلكه العرب ليدمر بها حضارة العرب المعاصرة والمستقبلية.
في هذه الظروف المخيفة والمروعة ولد صاحب هذا الكتاب "درب الأشواك" والذي ضمنه سيرته الذاتية، في مخيم من أشد أماكن الدنيا فقراً وبؤساً، سنة 1963م. لقد كان ثمرة تلك البيئة الجهادية التي بدأت تستيقظ على واقعها المؤلم المرير. أنه ابن مدرسة الإخوان المسلمين وثمرة تلك التلاقح بين ثورات الشعوب في تلك الحقبة الحاسمة التي كان لها واقعها وحركتها، مثل: ثورات الصين وكوبا وفيتنام، محاذية الصحوة العربية متمثلة في ثورة يوليو سنة 1952م. في الفترة التي تمتد بين سنة 1963م وسنة 1987م، كانت القضية الفلسطينية تتراوح بين مد وجزر، ولكن جزرها كان غالباً، الأمر الذي أدى إلى احتقان مؤلم، يبدو السطح خامداً، ولكن باطن الأرض كان مائراً، وكأن الأرض كانت تتهيأ لتفجر بركاناً شديداً. كان المهندس الفالوجي، صاحب السيرة، واحداً من أبناء ذلك الجيل الواعد الذي فجر انتفاضة الحجارة بعدما ظن الكثيرون أن لا حياة ولا أمل في هذا الشعب الصامت صمت الجبال.
شهد الفالوجي تفجر الانتفاضة بل شارك في إشعالها فكان شاهداً عليها، عرف خباياها ووقف على خلفياتها، لأنه من الذين أسهموا في صناعة أحداثها، عانى كثيراً كأبناء جيله لأن الثمن الذي دفعوه كان مرتفعاً، من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمصابين من جراء تلك الحرب النفسية والأخلاقية؛ لأن العدو استخدم أحدث ما أنتجه العقل الغربي من تقانات حربية وعلوم سيكولوجية وسسيولوجية، وهي أشد وقعاً على الشعوب من الحروب المادية والتكنولوجية. سجل صاحب هذه السيرة الفالوجي على نحو تفصيلي كل الأحداث، وقرأ أبعادها الغامضة على نحو كشف فيه عن ملابساتها منذ بداياتها الأولى، راصداً فيها ممارساته في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي ربطته بها عاطفة عشق تصل حد الحلول الصوفي، ويكشف عبر قراءاته أنه ما زال يعشقها. وإذا كان قد تمرد على أطروحتها الجزئية أو الجانبية، فإنها تبقى الحظية لديه، وهو ما يفسر قدرته على التحمل في سجون الاحتلال.
هذا وإن من يقرأ هذه السيرة الذاتية "درب الأشواك" يدر أن صاحبها بالفعل إنسان يجتاز بنضاله درب الأشواك، فهو يمتلك قدرة متميزة على الجلد، اكتسبها من حياة الشظف التي عاشها في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين بكل أبعادها المأساوية، كما أنه يمتلك ذكاءً اجتماعياً متدفقاً مكنه من المناورة، تلك المناورة التي استخدمها تكنيكاً في مقارباته كل القضايا المعقدة التي طرحت نفسها عليه إبان قيادته لحركة حماس، قبل دخوله السجن، وأثناء فترة الاعتقال وما بعده. إقرأ المزيد