أميركا التوتاليتارية الولايات المتحدة والعالم: إلى أين؟
(0)    
المرتبة: 25,958
تاريخ النشر: 01/04/2002
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يبدو من المفيد جداً، ولامتلاك تصور موضوعي حول ما جاء في هذا الكتاب، والأبعد من ذلك امتلاك تصور حول ما يجري على الأراضي الفلسطينية، وحول ما جرى في 11 أيلول وتداعيات ذلك في أفغانستان نقول من الضروري جداً الاطلاع على الملحق رقم (3) في نهايات هذا الكتاب والذي جاء ...تحت عنوان "حرب الخليج والتلاعب بالعقول" يقول الكاتب: نعلم أن حرب الولايات المتحدة ضد العراق جرى تحضيرها منذ أمد بعيد. وكما هو الحال في كل مرة يرى الأميركيون عملية عسكرية مفيدة لمصالحهم، تغدو هذه العملية موضوع إعداد نفسي بطيء وكثيف للرأي الدولي. ذاك أن عملية تزوير إعلامي كهذه، عن طريق الصحافة (المكتوبة المسموعة والمرئية) كانت قد سبقت غزو كوبا. إن انفجار "مين" في مرفأ سانتياغو الذي أعدّه الأميركيون أنفسهم، جرى كذريعة للتدخل، تحت غطاء "الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة"، التدخل الذي استولى من خلاله الأميركيون على الفيليبين وبورتوريكو وجزيرة غوام، من دون أية شرعية، وكانت قد حظيت بإعداد مماثل كل من الحربين العالميتين، وحرب كوريا وحرب فييتنام.
ويتابع الكاتب بأنه كان قد جرى منهجياً إسدال ستار الصمت على كل العناصر التي من شأنها تسويغ أو على الأقل إضاءة الأصل التاريخي لغزو الكويت في طرف العراق. ولا كلمة واحدة حول كون العراق يطالب بالكويت منذ الثلاثينات، وأن حدود الدول العربية في القرن العشرين جرى رسمها بموجب المصالح الخاصة للولايات المتحدة وبريطانيا العظمى عدا عن أن النفط وإدارة إسرائيل لعبا دوراً في قرار إدارة بوش بافتعال نزاع. وفوق ذلك، أن صعود العراق بقوة في المنطقة، العراق القادر، ربما على ممانعة المخططات الأميركية-الإسرائيلية في هذا الربع من العالم، ظهر لواشنطن أمراً لا يطاق ولا يمكن احتماله. من هنا، كانت الحملات الصحافية اللاهبة، سواء في الولايات المتحدة أم في إسرائيل، التي انضمت إليها وساندتها كل وسائل الإعلام الأوروبية الكبرى. وجاء إضفاء الطابع الشيطاني على الخصم لإتمام المعادلة: صدام حسين = هتلر. ولم تعترض الصحافة الأوروبية على شيء من ذلك كله، فذهبت إلى "شيطنة" صدام حسين، وإلى تجميل صورة عدوها السابق حافظ الأسد، من دون أن ترى في الأمر مفارقة. وأكملت الأمم المتحدة، المؤتمِرة دوماً بأوامر الولايات المتحدة من خلال القرار رقم 660 بتاريخ 1990/8/2، حملة التسميم التي شنتها وسائل الإعلام فلم تجر أية إشارة إلى الطلبات العاجلة التي قدّمها العراق للكويت خلال شهر تموز/يوليو 1990، تلك الطلبات التي قوبلت دوماً بالرفض. وهنا يقول الكاتب بأنه من حقنا التساؤل عن صمت واشنطن عن الاستعدادات العسكرية العراقية في المرحلة نفسها. حيث ادّعى الأمريكيون أنهم "فوجئوا" بغزو الكويت، يوم 2 آب/أغسطس، لذا فإنه يلزمنا الكثير من السذاجة حتى نصدق أن الأقمار الأميركية، القادرة على رصد سيجارة مشتعلة في أي مكان من الأرض، كانت عاجزة عن رصد حركات قوّات كبيرة لتلك التي أفضت بعد عدة أسابيع إلى الهجوم على الكويت. الحقيقة هي أن الولايات المتحدة أرادت هذه الحرب وأعدّت لها.. ولو كانت الأمم المتحدة أو الأمم الأوروبية تتمتع بموقع استقلال حقيقي، لما حدث شيء من ذلك. وقد روّج لإكساب ذلك مصداقية ما لا يعد ولا يحصى من الأحاديث والتزويرات والتلاعبات بالوقائع، والتي تداولتها الصحافة المكتوبة والتلفزة والإذاعات ما وراء الأطلسي، حول النزاع، مع دعم بلا حدود من جانب الصحافة الأوليغارشية العالمية.
ويضيف الكاتب قائلاً بأنه: ما تزال في ذاكرتنا الاختراعات المتعلقة بالقوة "الخارقة" للنيران العراقية، وبالعراق "رابع جيش في العالم" و"الشهادات العفوية" حول تجاوزات الجنود العراقيين في الكويت. وواقعة أخرى تضاف إلى ذلك: التحقيق المتلفز الذي يظهر جنوداً عراقيين ينكّلون بحاضنات في دار أمومة كويتية، مما تسبب في وفاة كل الرضع؛ ثم تبين أن ذلك التحقيق المزعوم لم يكن سوى "نتاج" قامت به شركة اتصالات أميركية، للتأثير في الرأي العام. وهنا تكمن مفارقة حيث أن الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة، بأمر من الولايات المتحدة، تسبب في موت أكثر من مليون نسمة من المدنيين العراقيين. وعلى الرغم من اعتراضات بلدان ومنظمات كثيرة، يواصل الأميركيون رفضهم رفع الحظر، بدون أي تبرير مقبول.
إن الرأي الدولي يشهد مذبحة بشرية، وهو عاجز ولا مبال. لقد آن الأوان لكي تنفتح العيون، وتلقى على أميركا نظرة أقلّ انبهاراً. وهذا ما يسعى إليه المؤلف في هذا الكتاب، فهو يساعدنا خطوة خطوة، على إعادة النظر في تقييمنا للولايات المتحدة وذلك بالتحري الدقيق: "من الآباء الحجّاج إلى القادة الحاليين، عن الطريق الذي نسج قاطرة أميركية تجتاح العالم وهي ذات وجه مقنعٍ غالباً. ولئن جرى رسم القناع، على التوالي، بألوان الطيبة والتسامح والتضامن، بشكل محسوب حقاً، اليوم وقد زال كل اعتراض جدّي، فإنه سقط، كاشفاً عن الوجه سماته الأصلية: ضراوة، كلبية، صلف وأنانية، تلك هي السمات الدقيقة الواضحة لهذا الوجه الأميركي؛ وهي سمات بشعة، بلا ريب، لا بد من تعيها وتدرسها حتى الشعوب الأقل ثورية ورفضاً".
تلك هي الرسالة التي يحملها هذا الكتاب في طياته، وهدف المؤلف إلقاء الضوء على خلفيات الأحداث الواقعة على دول العالم والتي تحضر حيثياتها في المطبخ السياسي الأمريكي وتدور كلها أيضاً في فلك العالم الأميركي وذلك لتسليط الأضواء التي تكشف طريق نوايا الولايات المتحدة المبيتة نحو الهيمنة الصمّاء على العالم. وما في طيات هذا الكتاب من حقائق مذهلة ما هي إلا بارقة خجولة لكن الكاتب يأمل بأن تكون كافية للتأشير العام على المراحل التي مرت بها المسيرة الأميركية على طريق استصغار البشرية واستعبادهم من خلال نظرتها الاستعلائية، وذلك لإثارة بداية ممانعة ومقاومة لازمتين.نبذة الناشر:"سلطت أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 وتداعيتها، الضوء على سياسة الولايات المتحدة الأميركية الساعية للسيطرة على العالم، وشرّعت طرح السؤال على مصراعيه عما ينتظر الشعوب الأخرى ومصيرها بسبب هذه السياسة. وهذا الكتاب، الذي جاء قبل أربع سنوات من هذه الأحداث، كان قد تنبأ بوقوعها، وحذر منها، كما دعا الولايات المتحدة إلى نقد ذاتي قبل أن ترتد سياستها عليها.
يفضح هذا الكتاب التوتاليتارية الأميركية المتبعة منذ نشأة الولايات المتحدة، ويسرد أحداثاً ووقائع عنها لا يمكن إنكارها، تصدم لهولها الأميركيين أنفسهم، وينبه إلى أن التوتاليتارية محكومة بهاجس السيطرة على العالم وأمركته، وتصنيف الأمم الأخرى بين محوري ""الخير"" و""الشر""، وقولبة ثقافات الشعوب وتشويهها والعمل على تجويفها وحرفها… وأمركتها.
ولا يعفي بوغنون الأوروبيين وتقاعسهم من مغبة هذه الأحادية والهيمنة الأميركيتين، ولا يغسل أيديهم من مسؤولية ما آل إليه مصير العالم.
هذا الكتاب يعالج بموضوعية أسباب هذه التوتاليتارية، ويشكل إنذاراً يضع أوروبا والعالم أمام مسؤولياتهما: فإذا كانا لا يريدان الموت، فعليهما أن يستيقظا لإحباط المشروع التوتاليتاري الأميركي.
كتاب ميشال بوغنون ـ موردان قاطع، منهجي وسجالي. فالكاتب لا يرى من طرفي تاريخ الولايات المتحدة إلا مسيرتها المصممة على الاستيلاء ""الكلي"" على المشهد الدولي تارة بالحيلة، وطوراً بالقوة أو باختراق الأفكار والمفاهيم والمسالك. لا شيء أكثر إثارة من أطروحة كهذه الأطروحة، المعروضة بصرامة وانفعال، والتي تقلب المحرمات (التابو) والأفكار الزائفة." إقرأ المزيد