تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: رافينال للنشر
نبذة نيل وفرات:"لنحك قصة مريمان من جديد. لندع الماضي والحاضر والمستقبل. لندعُ أباها كذلك أمها التي ماتت وأجداها الذين اندثروا، فالماضي قَبِلَ الدعوة ولا معنى للموت فيه. أريد كذلك أن أدعو سكان البيت الكبير الذي عاشت فيه مريمان لشهور عديدة وهي تنتظر دورها، لتحصل على عمل في مدينتنا، موظف المطار الذي ...استقبلها باللعنات، والطبيب الذي سرت يداه على جسدها البريء ليتأكد أنها... الدعوة مفتوحة وكلّ يحضُر مشروبه. عذراً للقارئ العزيز، فأنا لا أملك حق تحريم نوع من المشروبات على هذه المأدبة، فليس لي يد على القدر، ولكل شيء سبب. لقد حضر المدعون قبل أن أنهي قراءة نصّ الدعوة.. حضر الماضي يتقدم الوفد، يلبس حلة عسكرية مهلهلة طبع عليها وفي أماكن متعددة: صنع في أوروبا.. صنع قبل الحرب.. صنع ليبقى بجواره، ولكن تأخر عنه قليلاً، مشى الحاضر بوجه قاتم مطرق. لم يكن عليه بزة عسكرية بالطبع، فلكل مجلس حديث، ولكل زمان ثياب؛ فضّل حلة زرقاء بلون السماء بجوار البحر في يوم صحو. ما هذا الوحل الذي تعلق بها؟ لقد تلطخت في أماكن عديدة بوحل أسود كأنه حمم. لكن الصدر لا يزال نظيفاً، وعلقت عليه أصناف شتى من النياشين. أكبرها صليب ضخم، كتب أسفله: ناله استحقاقاً على تنصير أكبر عدد من المسلمين. هناك نجمة داود كذلك، كتب أسفل منها: نالها لخدماته الجليلة في إرساء دعائم دولة بني صهيون. أضف إلى ذلك أصنافاً أخرى من المعادن اللامعة، بعضها على شكل ترس منة، وبعضها على شكل هرم، والبعض الأخير على شكل أسد. ماذا حدث لساعدي الحاضر يا ترى؟ لقد ثقبت ثقوب سوداء حتى أضحت كالمنخل. أخيراً، ها هو شخص المستقبل يمشي على ريث. وجهه مصاب بالجدري، وثيابه جمعها، صدفة، طبع عليها لكل راءٍ يرى: معونة من أمريكا وأوروبا مع أجمل تحية؛ يمناه مغلولة إلى عنقه، ويسراه يستجدي بها".
عندما نقترب أكثر من خلفيات حروف وسطور هذه السرديات نقف حينها على أعتاب حقيقة هذه القصة التي هي بلا عنوان، فعنوانها هو رهن تصور كل قارئ. وأحداثياتها عند مبتدأ أحلامه وآماله المنبعثة من وعيه لمستقبل مشرق لهذه الأوطان.نبذة الناشر:لنتخيل أن الزمن قد توقف فجأة وأن "كان" التعيسة فُقدت فجأة من خريطة اللغة العربية.
لنتخيل أن سد يأجوج ومأجوج قد فُتح وأخذ خدمنا يتكلمون بملء صوتهم ويعبرون عما يجري في بيوتنا.
ولنتخيل أخيراً مجتمعنا بلا غطاء. بلا حواجز وبلا قوانين تمنع وقوالب تصنع...
"يقوم القيام سأتشبث بثيابكم وأقول يا إلهي لي عليهم مظلمة" بهذه الافتتاحية الدرامية يرفع كاتب الرواية الستار عن مسرح للأحداث تُقلب فيه المعايير ويُسمح فيه بما لا يُسمح في مجتمعنا العربي. أن تتوازن القوى وأن يُسمع صوت الغالب والمغلوب.
أبطال الرواية خليط عجيب من خدم وأسياد وحاضر وماض. كلهم حاضرون غائبون: يتحدث أحدهم حتى يلتهمه الصمت فيغيب ثم يظهر مرة أخرى بلا استئذان وكأنه يقول لواقعه إفعل ما شئت فلن تستطيع أن تسكتني.
... "الحاجة أنيسة لمن لا يعرفها امرأة اندونيسية الأصل. تربَّت وتزوجت على أحد جزر الملايو؛ تدعى برنيو" خادمة تعمل في بيت السيد محيي الدين الذي ذاع صيته وعلا شأنه والذي يضفي على الرواية عمقاً خطيراً بشطحات يتنفس بها بعد موته في لقاءات خيالية مع كاتب القصة وأحد أبطالها. أما السيدة جليلة زوجة الشيخ محيي الدين وخادمتها الجريئة مريمان فيكوِّنان البؤرة التي تنطلق منها كل الأحداث. بالطبع دون أن ننسى أبناء السيدة جليلة الذين لهم الفضل باستقراءات واستبطانات تلبس الرواية ثوباً سريالياً فضفاضاً يفك للقارئ طلاسم مدينة ليس لها عنوان. إقرأ المزيد