تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الحركة القرمطية عملية مرحلية لها أهداف معينة في حين ظهورها وتعد خطرة من خطورات الإسماعيلية التي كانت تبدو بشكل حركات تنظيمية، تتحرك وفق مخطط عملي مدروس، يقوم على خداع الجماهير، واستغلال عاطفتهم نحو آل البيت، وتعتمد التنظيم السري العسكري. ومن هنا اشتركت القرمطية مع الإسماعيلية في كونهما على ...هذه الفكرة.
وأما من الناحية التاريخية، فإن مركز هذه الدعوة كانت مدينة "واسط" التي كانت وسطاً صالحاً لنمو هذه الدعوة وانتشارها، إذ كان أهلها على ما يبدو فقراء مظلومين، ولذا فقد استجابوا للقرامطة وانخرطوا في صفوفهم. وقد تناول الكثير من علماء المسلمين المتقدمين الحديث حول هذه الفرقة، ومن أهمهم الإمام ابن الجوزي ومن قبله الإمام الغزالي. ونتحدث عن الإمام الجوزي وقسم من كتابه "المنتظم" الذي هو مدار البحث في هذه الرسالة فقد كشف ابن الجوزي عن ماهية مبادئهم، وما تنطوي عليه من مخاطر، من وجهة النظر الإسلامية، حيث يقف الباحث خلال مطالعة كتاب ابن الجوزي "المنتظم" على فصل مطول عن القرامطة.
يقول ابن الجوزي في أول بحثه أن القرامطة كانت تتعلق بمذاهب الملحد من مثل مزدك، ومن المعلوم أن مزدك كان يحل النساء، ويبيح الأموال ويجعل الناس شركة فيها كاشتراكهم في المادة والكلأ، وذلك بحجة استئصاله أسباب المبالغة بين الناس، لأن ما يقع من المخالفة والبغضاء إنما هو بسبب النساء والأموال ويقول ابن الجوزي في موضع آخر: "وكان هذا، أي لفظ الخرمية لقباً للمزدكية، وهم أهل الإباحة من المجوس، الذين نبخوا في أيام قباذ وأباحوا المحظورات، فلقب هؤلاء، يعني القرامطة، بلقب أولئك لمشابهتهم إياهم في اعتقادهم ومذهبهم. ويقول في موضع آخر في مجال عرض قواعد مذهبهم "لا يجوز لأحد أن يحجب امرأته من أخوانه" وهكذا فإن القدم كانوا في شبوعية وقحة تجاوزت الأموال والأراضي إلى الحرمات والنساء.
ويقول الباحث بأنه وقف خلال مطالعة كتاب "المنتظم" للإمام ابن الجوزي على فصل مطول عن القرامطة، ملفت نظره هذا لاستطراد، ففيه كثير من الحقائق التي عرضت بروح علمية، ملتزمة للفكرة الإسلامية الالتزام الصريح الواضح، فكان منه أن قام نشرها من خلال صفحات هذه الرسالة فكتاب ابن الجوزي هو كتاب نادر وأشبه بالمخطوطات، والملاحظ انه اعتمد فيه اعتماداً كلياً على كتاب الإمام الغزالي "نصائح الباطنية" هذا وأن ما كتبه الإمام ابن الجوزي عن القرامطة هو خير ما يمكن أن يقدم للقراء من المسلمين في هذا الموضوع، فكان عن الباحث أي عمل على تحقيق هذا النص بالاعتماد على كتاب الإمام الغزالي في الجزم بما فيه ترجيح للصواب، إثبات بعض العبارات، وترجيح الآخر منها بما يحتمه المغنى، شرح الكلمات الصعبة، ترجمة للأعلام الواردة والتعليق على بعض ما ورد في النص، عنونة أبحاث هذه الرسالة، معتمداً في كل ذلك بالإضافة إلى كتاب الإمام الغزالي "فضائح الباطنية" على كتب التاريخ المختلفة كـ "الكامل" لابن الأثير و"تاريخ ابن خلدون" و"البداية والنهاية" وكتب الفرق كـ"المحلل والنحل" للشهرستاني وغيرها، بالإضافة إلى استفادته من كتب الأستاذ أحمد أمين. إقرأ المزيد